88

عندما استيقظت كانت لا تزال تستشعر آثاره، ووجدت أن الحلم كان باعثا على الخجل، وبدا وكأنه يتسم بالتفاهة والابتذال، ولم يكن سوى انعكاس للأفكار السيئة بداخلها. •••

في منتصف فترة ما بعد الظهيرة، كان هناك طرق على الباب الأمامي، لم يكن هناك أحد يستخدم الباب الأمامي، وقد وجدت جولييت أنه لا يفتح بسهولة .

كان الرجل الواقف هناك يرتدي قميصا أصفر مفرودا بعناية، ذا أكمام قصيرة، وسروالا بني اللون، وربما كان يكبرها ببضع سنوات، كان طويلا ولكنه يبدو ضعيف البنية، صدره غائر بعض الشيء، وكان يحييها بحرارة والابتسامة لا تفارق شفتيه.

قال الرجل: «جئت لمقابلة سيدة المنزل.»

تركته جولييت واقفا في مكانه وذهبت إلى الحجرة المشمسة.

فقالت: «هناك رجل بالباب، ربما كان يعرض أشياء للبيع، هل أصرفه؟»

دفعت سارة بنفسها وهي تحاول النهوض وقالت بأنفاس لاهثة: «لا، لا، هلا ساعدتني على أن أهندم مظهري؟ لقد سمعت صوته، هذا دون، إنه صديقي دون.»

كان دون قد دلف بالفعل إلى المنزل وبدا صوته مسموعا من خارج الغرفة قائلا: «ما من داع للقلق والضجيج يا سارة، إنه أنا فقط، هل أنت محتشمة؟»

وبنظرة ملأتها السعادة والكثير من المشاعر والانفعالات مدت سارة يدها نحو فرشاة الشعر التي لم تستطع الوصول إليها، فعدلت عن ذلك ومررت أصابعها بين خصلات شعرها وقالت وقد علا صوتها وامتلأ مرحا: «أخشى أنني محتشمة وأنيقة بأقصى قدر ممكن بالنسبة لي. تفضل بالدخول.»

ظهر الرجل وتوجه مسرعا إليها فرفعت ذراعيها نحوه قائلة: «رائحتك مثل رائحة الصيف، ما هذا؟» وتحسست قميصه قائلة: «قميصك تم كيه بعناية، إنه من القطن، إنه جميل.»

Неизвестная страница