70

قالت سارة بعد أن استقرت في المقعد الخلفي بمساعدة آيرين: «أوه، إنها لا تستسلم أبدا، ونحن لن نتخلى عنها أبدا.»

جلست جولييت في المقعد الأمامي - وهي تلاعب بينيلوبي - التي راحت بدورها تتذمر مرة أخرى. كانت الحرارة داخل السيارة صادمة، بالرغم من أنها كانت واقفة ونوافذها مفتوحة تحت الظلال المتفرقة لأشجار الحور بالمحطة.

قال سام وهو متردد بعض الشيء: «إنني أفكر حقيقة في أن أستبدلها بشاحنة.»

صاحت سارة قائلة: «لا، إنه لا يعني ذلك.»

لكن سام استطرد قائلا: «من أجل مصلحة العمل، سيكون هذا أكثر نفعا، وسنحصل على نوع من الدعاية في كل مرة أقود بها الشاحنة عبر الطرقات، فقط من خلال الملصقات الموضوعة على بابها.»

قالت سارة: «إنه يتعمد إغاظتي، كيف لي أن أقود سيارة مكتوبا عليها «خضراوات طازجة»؟ هل من المفترض أن أكون أنا إذن ثمرة القرع أم تراني أنا الكرنب؟»

قال: «من الأفضل أن تهدئي الآن يا سيدتي، وإلا لن تتمكني حتى من التقاط أنفاسك عندما نصل إلى المنزل.»

بعد قرابة نحو ثلاثين عاما من التدريس في المدارس العامة التي تنتشر في المدينة - منها عشر سنوات في آخر مدرسة التحق بها - قرر سام فجأة أن يعتزل مهنة التدريس، ويتجه إلى نشاط بيع الخضراوات لدوام كامل. كان دوما يزرع الكثير من الخضراوات في الحديقة، ويزرع التوت البري في قطعة الأرض الخالية بجوار المنزل، وكانا يبيعان الفائض لقليل من الأشخاص بالجوار، لكن تغير هذا الآن ليصبح بيع الخضراوات إحدى سبل كسب العيش وذلك من خلال البيع لمتاجر البقالة، أو ربما فيما بعد ينصب كشكا صغيرا لعرض السلع قبالة البوابة الأمامية.

قالت جولييت بهدوء: «أأنت جاد بهذا الشأن؟» «إنني جاد تماما.» «لكن ألن تشعر أنك تفتقد التدريس؟» «لا سأتركه تماما. لقد سئمت. لقد سئمت حتى النخاع.»

إنه حقا بعد كل تلك السنوات لم يعرض عليه في أي مدرسة شغل منصب المدير، كانت جولييت تعتقد أن هذا هو مصدر استيائه. لقد كان مدرسا مميزا، وكل فرد يتذكر جيدا كيف كانت تصرفاته مرحة ويشع طاقة؛ فالصف السادس لم يكن كشأن أي صف دراسي يمكن أن يمر به الطلبة في حياتهم. وبرغم ذلك كان هناك من يتخطاه ويشغل المنصب - مرات ومرات - وربما كان هذا هو السبب؛ فالكثيرون ينظرون إلى طريقته على أنها تضعف من السلطات وتجعلها تبدو أقل فاعلية؛ لذا فمن السهل تخيل أن رؤساءه يرون أنه ليس بالرجل الذي يمكن أن يوضع في منصب المسئولية، وربما يكون ضرره في موقعه أقل بكثير من أي موقع إداري.

Неизвестная страница