Войны государства Пророка (часть первая)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Жанры
يروي «الطبري» خبر قافلة «أبي سفيان» فيقول:
وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ... حتى أصاب خبرا عن بعض الركبان، أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك ... فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة.
6
وهكذا حقب الأمر، وبدأت بدايات أفول الأمن القرشي على طريق الإيلاف الشامي، فالقافلة الآمنة، المطمئنة بالإيلاف، تضطر - في سابقة خطيرة - إلى استنفار أهل مكة، من أصحاب المال. وبينما كانت الأحوال في مكة على وتيرتها الرتيبة وهدوئها، وقبل وصول ضمضم الغفاري، ألقت «عاتكة بنت عبد المطلب» عمة النبي، وسليلة البيت الهاشمي، بما حرك ذلك السكون الراكد المطمئن، برواية عن رؤيا رأتها، حملها أخوها «العباس بن عبد المطلب» إلى مجلس الملأ، تقول فيها:
والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني؛ رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه. فبينما هم حوله، مثل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم صرخ بمثلها: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت، فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار، إلا دخلتها منها فلقة.
وبلغت الرواية أبا الحكم بن هشام، وربما ذهب إلى تصور ترتيب بعينه بين عاتكة وابن أخيها في يثرب، وذلك في ضوء إيمان عرب زمانه بالرؤيا وذهابهم في تفسيرها التنبؤي مذاهب وقراءات وعيافة وفألا. ثم لا جدال أنه عندما تتحدث هاشمية عن قوم بأنهم «آل غدر»، فإنها تقصد لا شك البيت الأموي المعادي، فكان أن قام يخاطب «العباس» بشأن رؤيا شقيقته، قائلا:
يا بني عبد المطلب، متى حدثت فيكم تلك النبية؟ ... أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم، حتى تتنبأ نساؤكم؟ - أو أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال، حتى جئتمونا بكذب النساء - قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا في ثلاث، فسنتربص بكم هذه الثلاث، فإن يك حقا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء، نكتب عليكم كتابا، أنكم أكذب أهل بيت في العرب.
7
وبينما لم تكن تموجات رواية عاتكة قد سكنت بعد، على سطح الاستكانة القرشية المترفة الآمنة، وصل «ضمضم الغفاري» بعد الأيام الثلاثة وهو يصرخ ببطن الوادي، واقفا على بعير له، وقد حول رحله، وشق قميصه، وهو يقول:
يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها؟ الغوث، الغوث.
Неизвестная страница