Войны государства Пророка (часть первая)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Жанры
ولا يمضي شهر حتى يخرج النبي برجاله لتأديب غطفان على حلفها مع سليم، في الغزوة المعروفة بغزوة «ذي أمر»، وهنا تحكي كتب السير أن غطفان وجدت السلامة في تصرف بني سليم:
وهربت منه الأعراب فوق ذرى الجبال ، ونزل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ذا أمر، وعسكر به، فأصابهم مطر كثير، فذهب رسول الله لحاجته، فأصابه ذلك المطر فبلل ثوبه، فجعل رسول الله وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه، ثم نزع ثيابه فنشرها لتجف، وألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها، والأعراب ينظرون إلى كل ما يفعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
ثم عاد عليه الصلاة والسلام إلى يثرب، بعد أن أقام هناك شهر صفر كله، إرهابا لهم.
6
ولم تمض سوى أيام حتى خرج إلى بني سليم، الطرف الثاني في حلف «غطفان- سليم»، في غزوة ثالثة، حتى بلغ «بحران»، وليقيم هناك شهر ربيع الآخر وشهر جمادى الأولى، يستعرض قوة المسلمين وينشر هيبتهم، دون أن يتجرأ عليه أحد، ثم عاد إلى يثرب.
7 (1) تناقضات يثرب
وهكذا بات غير خاف عن الأعراب، أن أحوال المسلمين قد تبدلت، وصاروا يخرجون ذرافات في سرايا لا تنقطع لقطع طريق الإيلاف، وطرق التجارة الداخلية، وللإغارة على القبائل في مواطنها لإرهابها لقطع موالاتها لمكة، وإخضاعها للدولة الإسلامية. لكن رغم كل هذا، فإن يثرب من الداخل لم تكن خالصة تماما لصاحب الدعوة، وكان كل ما حدث من قبل، وبخاصة الصحيفة، مجرد تسكين مؤقت للأوضاع حتى يأتي الله بأمره. وبعد بدر بدأ الظرف يتغير، وفقدت المصلحة المشتركة بين اليهود والمسلمين، وأخذت السياسة طريقا جديدا. فالسلاح قد فاض بعد بدر ولم تعد الحاجة ملحة لسلاح اليهود، والمال قد جاء من فداء الأسرى المكيين، والأممية إلى تضخم يضيق بالإطار القديم ويتناقض معه. وتحويل يثرب إلى دولة تناوئ دولة مكة، كان لا بد أن يسبقه إزالة التناقضات الداخلية، بجمع شمل المدينة جميعا، ونقلها عن كونفودرالية تحالفية، إلى مؤسسة سياسية مركزية واحدة جامعة، تتجاوز القبائل المتحالفة إلى الدولة الموحدة.
Неизвестная страница