Войны государства Пророка (часть первая)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Жанры
ولا نزاع في أن وصول قريش إلى بدر متأخرة عن المسلمين بيوم كامل، لم يعطها فرصة اتخاذ المواقع الملائمة في الحرب، خاصة أنها ما إن دخلت وادي بدر حتى بدأت المعركة، مع الجهد والعطش الذي أخذ بها وهي تحث الخطى أملا في مياه بدر التي وصلتها وقد غورت، مع تضارب رأي الرءوس منها نتيجة غياب القائد الواحد، حيث كان «أبو سفيان/صخر بن حرب» صاحب اللواء متغيبا مع قافلته، مما كان سببا في خلف عظيم بين الملأ في كل شأن منذ خرجوا من مكة، فحاربوا بدون قائد ولا ترتيب ولا حتى نفوس مهيأة للمعركة. (2) وضع المسلمين
وبمقارنة حال المكيين بحال المسلمين، نجد رصيدا موضوعيا آخر لانتصار المسلمين في بدر على أهل الشرك، لعل أهمه هو ثقة شباب الجيش الإسلامي في عدل قضيته، وأن الله يعطي نصره للمظلوم الذي أخرجه الظالمون من أهل بيته وبنيه. إضافة بالطبع إلى الأنصار رجال المجالدة المتمرسين، من حازوا صفة أهل الدم والحرب والحلقة التي ورثوها كابرا عن كابر، وهو ما أجج معنويات المسلمين وأعلاها، لتطلب ثأرها أو موتا بعده جنات خالدة، كناتج ليقين أنهم يحاربون ومعهم رسول الله، ثم كان أعظم دعم لتلك المعنويات العالية، الوعد بالإمداد السماوي المحارب. هذا بالطبع مع تحول الولاء عن القبيلة إلى الأخوة الإسلامية، عن العشيرة إلى الله ورسوله، وعن البطون والأفخاذ إلى الأممية، مما جعلهم يحاربون دون أن يبالوا من يصيبون من العشيرة أو الأهل، وما إن سقط في المعركة أخ أو ابن أو عم أو ابن عم. أما الدافع المادي المباشر للمغانم، فكان لا شك صاحب دور عظيم.
ومن ثم؛ حارب المسلمون وهم تحت قيادة موحدة منظمة، لقائد أعلى وهيئة أركان حرب يثربية، قسمهم إلى ألوية ذات علامات مميزة، وصفوف لكل منها دوره في الرماحة أو المسايفة أو النبالة، مع سمات الصوف التي علقوها بخوذهم ونواصي خيولهم، بعد أن ناداهم النبي «سوموا فإن الملائكة قد سوموا.» لمزيد من معرفة بعضهم بعضا في المعركة، ثم الشعارات الشفرية ونداءات يعرفون بها بعضهم بعضا، ويميزون بها أنفسهم مع اختفاء الرءوس والأجساد تحت الخوذ والدروع الحديدية، وهو لا شك لون عظيم من الاستعداد، لا شك أدى على الجانب الآخر إلى قتل القرشيين بعضهم بعضا، مع سلامة تامة من هذا الأمر على الجانب الإسلامي. كما كان خبر الملائكة مدعاة للاطمئنان النفسي، جعلهم يأخذون ليلة المعركة قسطا طيبا من الراحة والنوم.
وكان التبكير في الوصول إلى بدر، ميزة أخرى مكنت المسلمين من اختيار الأماكن المناسبة، سواء للنبالة في الأعالي، أو للرماحة خلف السواتر الصخرية، أو لبعض من هؤلاء وأولئك في صفوف خلفية، لحماية هجوم السيافة، مع حيازة الماء في الحوض، ثم كان اختيار وجهة القتال ذاتها، وهي ما أشار إليه الواقدي في قوله: ... ووقف رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ينظر إلى الصفوف، فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه، وأقبل المشركون فاستقبلوا الشمس، فنزل رسول الله بالعدوة الشامية، ونزلوا بالعدوة اليمانية.
7
وهو ما إن حققناه جغرافيا فإنه يعني أن المعركة بدأت في الصباح، والمسلمون وجهتهم الجنوب الغربي والشمس خلفهم، بينما كانت وجهة المشركين الشمال الشرقي والشمس في أعينهم. أما أهل علم النفس فيقولون:
وفي جميع الأحوال، فإن لذلك النوع من الانتصار - وهو كثير جدا في التاريخ، ونبه إلى نظرائه القرآن الكريم - تفسيرا يرد تحت اسم الاستجابة الحرجة
Reaction Critique
Неизвестная страница