Человеческая свобода и наука: философская проблема
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Жанры
وكذلك بومان
Bowman (1845-1918) في الولايات المتحدة، ويرى لابلاش أن هناك دورا ينبغي أن يوكل للإنسان بوصفه عاملا جغرافيا، فالنشاط البشري يعمل على تعديل الظواهر العضوية وغير العضوية على سطح الأرض؛ لذلك فالإنسان شريك للطبيعة في دورها في تشكيل الحياة، أما فيفر فيبالغ في دور الإنسان ويرى أن تقتصر الجغرافيا على دراسة أثره، أو على الأقل تهتم كثيرا بهذا، وقد عبر عن مبدأ اللاحتمية بقوله: «لا توجد في الطبيعة ضروريات أو حتميات، بل هناك دائما إمكانيات، وبما أن الإنسان سيد الإمكانيات، فإنه هو الذي يحدد ما يستعمله منها».
39
تطورت هذه الثورة اللاحتمية في علم الجغرافيا حتى بلغت ذروتها في نشأة فرع حديث هو: علم الجغرافيا الإرادية، قيل عنها إنها جهد مستقبلي تأملي وضع في خدمة العلم، فهي تفترض معلومات يستغلها فريق عمل مزود بالأدوات التي تمكنه من تجاوز المعطيات العددية المباشرة، والتنبؤ بوجود التطور الدينامي ونتائجه، إن تحليل الجغرافي يتقاطع مع تحليلات الأنظمة التي تدرس العالم الحديث مثل علم الاقتصاد وعلم السياسة، ويتممها؛ لأنه يعتمد على مواجهة دائمة بين البيئة الطبيعية وبين المجال المشخص والجماعات البشرية الموزعة في تشكلات قوية، في نظام فضفاض أو في مركز،
40
وأساس المواجهة، أو أساس هذا العلم هو الجهد الإرادي والحرية الإنسانية؛ لذلك فهو علم مبشر بالكثير، وأخيرا، فإن الجغرافيا الإرادية تسهم في إعداد اختيارات واضحة، لصالح الحريات الجديدة، حرية العمل وحرية الراحة وحرية شغل أوقات الفراغ
41 ... إنه التساوق الفلسفي بين اللاحتمية العلمية والحرية الإنسانية، وقد تمت ترجمته ترجمة عينية.
هكذا أصبح العلم من رأسه حتى أخمص قدميه لاحتميا، وأصبحت الحرية الإنسانية من الظواهر أو العوامل التي تدرسها العلوم الإنسانية؛ بغية فهم أفضل لموضوعها، إقرارا منها بأن الإنسان فاعل حريد مريد مختار ... هذا هو الإنسان الذي تدرسه أحدث فروع العلوم الإنسانية، بعد أن طال تعثرها وهي متشبثة بالنموذج الحتمي الميكانيكي.
فهل من إثبات أكثر من هذا على أن الصراع بين العلم والحرية الإنسانية بات مرحلة قابعة في التاريخ، وأنه قد انتهى تماما، وأسدل الستار على المشهد الأخير منه، أو على أبسط الفروض ينبغي أن يحدث هذا.
لقد فصلنا الحديث عن معضل الحرية في عالم العلم الحتمي، وكانت كل فقرة تضع الإصبع على مثلمة، الحمق الصراح تركها كائنة في البنية العقلية، وبعد إثبات الحرية في عالم العلم المعاصر، لم يعد ثمة أي مبرر لاتخاذ الحرية ذريعة لشن حرب شعواء على العلم، والانقسام على العقل الذي أنجبه والفرار من عالمه إلى عوالم موهومة أو متخيلة أو متصورة، وتصح هذه مقدمة تخرج منها تنظيرات للحرية في مستواها الثاني العيني البعدي، تنظيرات لأوجه التحرر المنشود تحقيقها، بمنجاة من الشيزوفرينيا والاغتراب.
Неизвестная страница