Человеческая свобода и наука: философская проблема
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Жанры
النظرة العلمية الشاملة الموحدة، المنشودة من الجميع، سواء حتميين أو لاحتميين، جعلت الحتميين يرون أن الأفعال التي تبدو محكومة بالإرادة الحرة هي في الحقيقة أفعال انعكاسية محكومة بالعمليات المادية في المخ، وأن أفعال الإرادة محض ظواهر فرعية متآنية مع الظواهر الفيزيقية، لكن أوليس أساس هذا الافتراض أن نتائج تطبيق القوانين الفيزيائية على الذهن حتمية تماما، وبعد أن انهارت حتمية القوانين الفيزيائية، تنهار الدعوى بأن سلوك الدماغ بجملته ميكانيكي حتمي تماما، ويغدو لغوا بغير معنى القول بأن سلوك الذهن الذي هو الدماغ الواعي هو على وجه الدقة نفس سلوك الدماغ الميكانيكي،
95
وطالما أن القوانين الفيزيائية ليست علية صارمة، فقصارى ما يمكن قوله إن سلوك الذهن أو الدماغ الواعي واحد من سلوكيات محتملة للدماغ الميكانيكي، والواقع، أن هذا هو الأمر، وبمنتهى الدقة، والقرار الذي نفصل به بين السلوكيات المحتملة (أي بين بدائل السلوك المطروحة)، بحيث نسلك واحدا منها فقط، وهو ما نسميه بالاختيار الإرادي الحر.
96
يوضح إدنجتون أن الانقلاب اللاحتمي للعلم المعاصر يريحنا تماما من المتاعب الآتية من الشقة القائمة بين علوم المادة الجامدة وعلوم المادة الحية، إن لم يكن قد أزالها، على الرغم من هذا فإنه - وهو الذي يوصم بالذاتية - يرفض بتبصر رائع محاولات المماثلة البلهاء بين قفزة الإلكترون وحرية الإنسان الواقعة في أسر النزعة البدائية التشبيهية بالإنسان.
يقول إدنجتون: «قد يثار التساؤل: وهل قفزة الذرة قفزة معينة من قفزات الكوانتم المحتملة أمامها، يتم أيضا باختيار إرادي؟» والواقع أن هذه المماثلة بجملتها مرفوضة ولا أصل لها، كل ما في الأمر هو أنه لا يوجد شيء في العالم الذي نعرفه بقراءة مؤشرات الأجهزة العلمية الكاشفة، يحتم سلفا قفزة الذرة، ولنقل جدلا، قرارها بهذه القفزة بالذات، وهذه واقعة في العالم الفيزيقي لها نتائجها في المستقبل ولكن ليس ارتباطات علية بالماضي.
أما في حالة الدماغ فلدينا تبصر بدخيلة العالم الذهني الكامن من خلف عالم قراءة المؤشرات، ومن هذا العالم نظفر بصورة جديدة عن حقيقة القرار الذي يجب أن يؤخذ،
97
والأساس المشترك هو أنه ليس ثمة شيء اسمه العلية، لا في قفزة الذرة ولا في قرار المخ، بعبارة أخرى، إنها الطبيعة اللاحتمية لبنية هذا الوجود بكل ما فيه ومن فيه.
هذه اللاحتمية تعني مجالا لعدم إمكانية التنبؤ، إنه المجال القائم في الأنساق الفيزيائية، وأيضا في حركات الأجسام الإنسانية، ويبقى التساؤل: هل عدم إمكانية التنبؤ في المجال الإنساني واسعة كما هي في حالة ذرة الراديوم، أم أنها صغيرة يمكن إهمالها كما هي في حالة حركة الكوكب؟
Неизвестная страница