Человеческая свобода и наука: философская проблема
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Жанры
وبهذا لا يجعل جيمس من وجود الرب دحضا للحرية، ولا دحضا لجدوى الكفاح من أجل قهر الشر.
على هذا النحو تتوطد الحرية الأنطولوجية تماما، خصوصا من حيث هي وسيلة لتحسين العالم
Meliorism ؛
87
لذلك قلنا في البداية، إن الحرية مع جيمس مكملة لهذا العالم.
وقد نرفض التبرير البرجماتي، بل والمنهج البرجماتي بأسره؛ لأنه لا يعنى بأبسط مهام منهج التفكير، أي إقناع العقل ليتصرف على أساس هذا الاقتناع، وليس العكس كما تدعي البرجماتية بدائرية غريبة،
88
ومع هذا لا نستطيع إلا التسليم بأن المنهج البرجماتي بمذهب التحسين، يبلور الحجة الأخلاقية للحرية ، أي جدوى الثواب والعقاب، والذي يقينا من مصير حيوانات السيرك الذي نئول إليه إذا ما سرنا مع سكينر وأقرانه من علماء النفس الحتميين، وهذا ما عبر عنه جيمس بقوله: «إن المسألة الوحيدة في العواقب المترتبة على قضية حرية الإرادة، إنما هي مذهب التحسين، والذي تجعله اللاحتمية ممكنا».
على أية حال، عرف جيمس كيف تؤتى الحرية في العالم اللاحتمي، وإذا حذفنا كل العناصر البرجماتية بمعنى النفعية، فلن يتأثر تناوله السليم للمشكلة، وقد راعينا أن نفعل هذا، فأتى العنصر البرجماتي في نهاية الحديث، حتى لو حذف لما تأثرت المعالجة كثيرا، ولظلت الحرية محصلة منطقية لعالم لاحتمي أنطولوجيا، وواقعة مجدية فعالة في عين هذا الوجود، لا تتناقض بأية حال من الأحوال - بل تتسق تماما - مع محاولة العقل العلمي لفهم هذا الكون واستكناه طبيعته بما فيه ومن فيه.
طالما تخلصنا من الحتمية وجدنا العلم قبل غيره يؤكد أن الإنسان حر يمارس ألوانا من الاختيار، وبين هذه الألوان من الاختيار - كما يؤكد جيمس - تتضح سمات الحقيقة الواقعية، وتستبان خصائص العلم، الاختيار يمضي من الماضي وينفذ خلال الحاضر وينطلق إلى المستقبل، وفي كل اختيار إشارة إلى إمكانيات مستقبلية، سيتقرر مصيرها أيضا باختيار جديد، وكطبيعة الحرية تلقي على كاهل الإنسان مسئولية ضخمة، فهي لا تجعله مجرد حلقة في سلسلة قد تقرر مصيرها بفعل علل خارجة عنه وخاضعة لضرورة مطلقة لا يد له فيها، إنما تتمثل المسئولية في العالم اللاحتمي، ففيه فعالية للإنسان، وفيه مقدرة على الخلق والتجديد والإبداع.
Неизвестная страница