Человеческая свобода и наука: философская проблема
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Жанры
19
هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى نجد أن المادية الأيونية والقبل سقراطية على العموم، والذرية الديموقريطية على أخص الخصوص قد أفضت إلى حتمية كونية لا سبيل إلى الخروج منها، وفي هذا يقول أبيقور: «أن نتبع أساطير الآلهة، أفضل من أن نصبح عبيدا لقدر الفلاسفة الطبيعيين.»
20
لقد شعر بخطورة الحتمية الكونية على الحرية الإنسانية، والتي لم يشعر بها ديموقريطس؛ حيث إنه - كما يقول سبريل بيلي - لا يترك في مجال الأخلاق آثارا تدل على أنه قد أدرك متضمنات نظريته الفيزيائية التي تأخذ بصرامة العلية والضرورة، من حيث إنها تؤدي على التو إلى الصراع بين الحتمية وبين الإرادة.
21
راح ديموقريطس بكل حتميته الصارمة ينادي في فلسفته الأخلاقية بحرية الإرادة والفعل ومسئولية الفاعل، فكأنه بهذه الشيزوفرينيا يكمل تمثيله لأصول الفكر العلمي الحتمي بجملة مزاياه ومآسيه.
هذا بينما حقق أبيقور - أو حرص على أن يحقق - التكامل والاتساق المفروض بين أرجاء النظرة الفلسفية، حين أراد أن يصون الحرية في عالم يبدو كنتيجة محتومة لقوانين العلة والمعلول، فجعل نظريته الفيزيائية ونظريته الأخلاقية واحدة واحدة تفسر كل منهما الأخرى، وذلك بأن أرسى في أسس العالم الفيزيقي عنصر التلقائية والمصادفة، الذي يجب أن نعتبره استثناء، بل رفضا للعلية الصارمة ولحتمية القوانين الطبيعية. ••• (29) «وكان سبيله إلى هذا مبدأ الانحراف الذري»: انحراف الذرات وميلها عن مساراتها، إنه مبدأ يفسح المجال للحرية الإنسانية، وهو أصلا يحل المشكلة الفيزيقية البحتة، مشكلة التقاء الذرات.
أما عن المشكلة الفيزيقية، فإن الذرات تنحرف لكي تتلاقى، ولولا هذا الانحراف غير المعين أو اللاحتمي لظلت الذرات إلى الأبد في خطوطها المستقيمة إلى أسفل عبر المكان الفارغ، ولن تتجمع في أشياء، وبالتالي ما كانت الطبيعة لتخلق أي شيء
22
على هذا فالحركة الطليقة للذرات والتي لم تتراء لديموقريطس، يحدث فيها انحراف أو ميل، فطالما أنها تسقط إلى الخلاء في أوقات لامحتمة
Неизвестная страница