psychê
تكافئ «روح الحياة/أو نسمة الروح»، وجمعها
psychai ):
ادفني بأسرع ما يمكن حتى يتسنى لي عبور بوابات هاديس؛ فالأرواح
psychai ، أشباح الرجال الموتى الذين عبروا، تدفعني وتبقيني بعيدا ولن تسمح لي بأن أنضم إليها فيما وراء النهر، ولكني أهيم بلا هدف عبر بيت هاديس ذي البوابات الهائلة. (الإلياذة، 23، 71-74)
لا يمكن للروح أن «تطرح»؛ أي أن يتخلص منها، وتبعث إلى العالم الآخر، إلا بعد أن تدفن، وهي تعاني عندما تكون هائمة على غير هدى في عالم متوسط بين عالمين. وعلى الرغم من أن للروح نفس الهيئة التي كانت عليها في الحياة، فإنها غير مادية، وعندما يمد آخيل يده ليلمسها، «مضت الروح مثل بخار تحت الأرض، مصدرة همهمة غير مفهومة» (23، 100-101). يرد مشهد مشابه في «الأوديسة» عندما يحاول أوديسيوس أن يلمس روح أمه، ولكنه لا يستطيع، ويحاكيه فيرجيل عندما يظهر إنياس في العالم السفلي يمد يده نحو شبح دايدو (الإنياذة، 6، 472-473).
لا يعصي آخيل أمر الروح. ويحرق جسد باتروكلوس في محرقة اكتست بدماء التضحية بالعديد من الرجال والحيوانات. تتأجج نيران المحرقة وتجمع العظام. في الألعاب الجنائزية التي تعقب ذلك يغير أسلوبه تماما ليقدم أقدم تعليق رياضي في العالم، هذا الذي رأى فيه كثيرون أرقى صور براعة هوميروس الأدبية، مثبتا مرة أخرى تمسكه بإيقاع سردي بطيء.
في هذا السياق نجد، خلافا للألعاب في الحقبة الكلاسيكية القديمة، أن كل متسابق يفوز بجائزة، وتخبرنا الجوائز شيئا عن الاقتصاد الهوميري. على سبيل المثال، في إحدى المسابقات يحصل الخاسر على امرأة، تعدل أربعة ثيران! والأنشطة الثمانية هي سباق العجلات الحربية، والملاكمة، والمصارعة، وسباق العدو، والقتال بالأسلحة، ورمي الجلة، ورماية السهام، ورمي الرمح. ولعل سباق العجلات الحربية هو أطولها وأكثرها تعقيدا؛ إذ يستغرق نصف طول الألعاب بأكملها. وحتى الآلهة تشارك في الحدث؛ فنرى أثينا تتدخل لإعادة سوط ديوميديس بعدما يسقط من يده. وتتضح حالة النبل السائدة في الألعاب الجنائزية جلية، مقارنة بالوحشية والكآبة اللتين كانتا مسيطرتين سابقا، عندما يقدم أنتيلوخوس، ابن نيستور، هدية ثانية لمينلاوس ويرفضها مينلاوس بلباقة. ونجد آخيل، المسيطر سيطرة كاملة على انفعالاته والذي يظهر في صورة المدير المثالي للألعاب، يمنح جائزة لأجاممنون رغم أنه لا يتبارى، قائلا إن أجاممنون هو «الأعلى سلطة»، ومن ثم يضع حدا لمصالحتهما الرسمية. (27) «فدية هيكتور» (الكتاب 24)
بعد دفن باتروكلوس، ينتاب آخيل شعور بالحزن والوحشة، ويكاد سلوكه المفرط دوما يصل إلى حافة الجنون؛ فيستغرق في التفكير في الأوقات الطيبة التي تشاركاها، ويمشي على الشاطئ ليلا، وفي الصباح يجر جثة هيكتور الهامدة عبر التراب في مشهد بديع ينم عن انعدام جدوى الجسد الفاني. لا يمكن لآخيل أن يتعافى أبدا، وليس ثمة حرمة في الانتقام. لقد حظي باتروكلوس بدفنته الحسنة اللائقة، وهو ما يكاد يكون تعويضا عن الموت نفسه. أما هيكتور فهو، على النقيض، جثة ممثل بها (رغم أن أبولو لن يدعها تتحلل). ومع ذلك لا تقل حدة حزن آخيل. ترغب الآلهة في إنهاء الانتهاك وتفكر في إرسال هيرميس، إله اللصوص، لسرقة الجسد. وفي هذا السياق يقدم لنا هوميروس الإشارة الوحيدة في القصائد الهوميرية إلى قصة حكم باريس الشهيرة؛ فيذكر هوميروس بوسيدون، إلى جانب هيرا وأثينا، باعتبارهم المتضررين جراء قرار باريس بالحكم بأن أفروديت أكثر جمالا من هيرا أو أثينا؛ ربما لأن هؤلاء الآلهة الثلاثة هم الأعداء الإلهيون الرئيسيون لطروادة:
وسر الأمر [إرسال هيرميس ليسرق الجسد] الباقين جميعا، عدا هيرا وبوسيدون والفتاة ذات العينين اللامعتين [أي أثينا] ولكنهم استمروا كما كانوا في البداية في كراهيتهم لمدينة إليون المقدسة ولبريام وشعبه، بسبب جريمة ألكسندروس [أي باريس] الذي ألحق العار بهاتين الإلهتين عندما قدمتا إلى مزرعته وفضل تلك التي أججت شهوته المشئومة. (الإلياذة، 24، 25-30)
Неизвестная страница