22

Унижение и смирение перед Всемогущим Подчинителем

الذل والانكسار للعزيز الجبار

Исследователь

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Издатель

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Жанры

الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، يَا عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي المِسْكِينَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَةُ أَحِبِّي المَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ القِيَامَةِ». وقال أبو ذر: "أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ أُحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَأَنْ أَدْنُوَا مِنْهُمْ". خرجه الإمام أحمد (١) وغيره. وفي حديث معاذ ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال في قصة المنام: "أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ" وذكر الحديث (٢). والمراد بالمساكين في هذه الأحاديث ونحوها: من كان قلبه مستكنًّا لله خاضعًا له خاشعًا، وظاهره كذلك. وأكثر ما يوجد ذلك مع الفقر من المال؛ لأنّ المال يطغي. وحديث أنس ﵁ يشهد بهذا إلا أن إسناده ضعيف. وخرج النسائي (٣) من حديث أبي ذر ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إِنَّ الفقر فقر النفس، والغنى غنى القلب". وفي "الصحيح" (٤) عن النبي ﷺ قال: "إِنَّمَا الغِنَى غِنَى النَّفْسِ". ولهذا قال الإمام أحمد وابن عيينة وابن وهب وجماعة من الأئمة: إِنَّ الفقر الَّذِي استعاذ منه النبي ﷺ هو فقر النفس، فمن استكان قلبه لله ﷿ وخشع له، فهو مسكين وإن كان غنيًّا من المال؛ لأنّ استكانة القلب لا تنفك عن استكانة الجوارح، ومن خشع ظاهره واستكان وقلبه ليس بخاشع ولا مستكين فهو جبار.

(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٥٩، ١٧٣)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٩٦). (٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٣)، والترمذي (٣٢٣٥) من حديث معاذ بن جبل. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (٣) في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (٩/ ١٥٧). (٤) البخاري (٦٤٤٦)، ومسلم (١٠٥١).

1 / 309