Унижение и смирение перед Всемогущим Подчинителем
الذل والانكسار للعزيز الجبار
Исследователь
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Издатель
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Жанры
وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لًا يَعْلَمُونَ﴾ (١).
ووصف العُلَمَاء من أهل الكتاب قبلنا بالخشوع كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ الآية (٢).
وقوله تعالى فى وصف هؤلاء الذين أوتوا العِلْمَ ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا مدح لمن أوجب له سماع كتاب الله الخشوع في قلبه، وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (٣).
ولين القلوب هو زوال (قساوتها) (*) لحدوث الخشوع فيها والرقة.
وقد (قبح) (**) الله من لا يخشع قلبه لسماع (كتابه) (**) وتدبره، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلًا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (٤) قال ابن مسعود ﵁: ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين خرجه مسلم (٥)، وخرجه غيره (٦) وزاد فيه: فجعل المؤمنون يعاتب بعضهم بعضًا.
_________
(١) الزمر: ٩.
(٢) الإسراء: ١٠٧ - ١٠٩.
(٣) الزمر: ٢٢ - ٢٣.
(*) قسوتها: "نسخة".
(**) وبخ: "نسخة".
(...) كلامه: "نسخة".
(٤) الحديد: ١٦.
(٥) برقم (٣٠٢٧).
(٦) أخرجه النسائي في "الكبرى" في التفسير - كما في "تحفة الأشراف" (٧/ ٧٠).
1 / 297