Хулал Сундусийя
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
Жанры
390
وربض «التبانين»
391
وشرب أهلها من مياه الآبار، وماؤها قريب الغور، كثير عذب ولها واد يجري في أيام الشتاء والربيع، وليس بدائم الجري. وسنذكرها بعد هذا بحول الله تعالى وقوته.
ولنرجع الآن إلى ذكر مدينة المرية فنقول: إن الطريق من مدينة المرية إلى أغرناطة البيرة، فمن أراد ذلك خرج من المرية إلى «بجانة»
392
ستة أميال، ومدينة بجانة كانت المدينة المشهورة قبل المرية، فانتقل أهلها إلى المرية، فعمرت وخربت بجانة، فلم يبق منها الآن إلا آثار بنيانها، ومسجد جامعها قائم بذاته، وحول بجانة
جنات وبساتين، ومتنزهات وكروم، وأموال كثيرة لأهل المرية وعلى يمين بجانة، وعلى ستة أميال منها «حصن الحمة »
393
والحمة في رأس جبل ويذكر المتجولون في أقطار الأرض أن ما مثل هذه الحمة في المعمور من الأرض وأتقن منها بناء ولا أسخن منها ماء، والمرضى والمعلون يقصدون إليها من كل الجهات فيلزمون المقام بها إلى أن تستقل عللهم، ويشفوا من أمراضهم وكان أهل المدينة في أيام الربيع يدخلون إليها مع نسائهم وأولادهم باحتفال من المطاعم والمشارب والتوسع في الإنفاق وربما بلغ المسكن بها في الشهر ثلاثة دنانير مرابطية، وأكثر وأقل. وجبال هذه الجهة كلها جص يحتفر ويحرق، وينقل إلى المرية، وبه جميع عقد بنيانهم وتجصيصهم، وهو بها وعندهم كثير، رخيص لكثرته. ومن مدينة بجانة إلى قرية «بني عبدوس»
Неизвестная страница