يكن عندهم جواب مقنع وشافي ومقبول في مقابل دعوة الانبياء والرسل والدعاة الى الله ، الا التعنت والاصرار على الخطيئة مثل قوم لوط حيث قالوا : اخرجوا لوطا واتباعه من مدينتكم ، او قتلهم بعض الانبياء والرسل.
وهذا ليس موضع تعجب واستغراب ان يطرد جماعة من العصاة والفسقة والطغاة اشخاصا طاهرين ومؤمنين لا لشيء الا لانهم اتقياء انقياء الجيب ، يجتنبون المنكرات ، لانهم يعتبرون هؤلاء الصلحاء مزاحمين لشهواتهم ومفاسدهم.
ولكن مثل هؤلاء الفسقة والطغاة يقف الله عز وجل لهم بالمرصاد وينزل عليهم العذاب الاليم ويجعلهم عبرة لمن يعتبر مثلما انزل غضبه تعالى على قوم لوط بعدما انجا لوطا واتباعه واهله الطيبين الا زوجته التي كانت مع قومه المنحرفين.
كان الله عز وجل يعذب الاقوام المنحرفة والعاصية السالفة كل حسب ما يراه تعالى مناسبا لهم ولزمانهم ولذنوبهم حيث نرى قوله تعالى : ( فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا )، وهم قوم هود وعاد ، والحاصب معناه الطوفان الذي فيه الحصى الكثير.
( ومنهم من اخذته الصيحة )، وهم ثمود قوم صالح والصيحة السماوية هي الصاعقة التي تقترن بالزلزلة يحدث منها صوت رهيب.
( ومنهم من خسفنا به الارض ) وهو قارون الملك المتكبر والمتجبر الثري المغرور ، خسفت به الارض نتيجة استكباره وغروره.
( ومنهم من اغرقنا )، وهم فرعون وهامان وجنودهما.
Страница 97