( وآتيناه الحكمة ) الحكمة التي يقول بشانها القرآن المجيد : ( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ) (1)، وتعني العلم والمعرفة وحسن التدبير في امور البلاد ومقام النبوة والحكومة.
10 واخيرا فقد من الله عليه بمنطق قوي وحديث مؤثر ونافذ ، وقدرة كبيرة على القضاء والتحكيم بصورة حازمة وعادلة ، قال تعالى : ( وفصل الخطاب ).
وقد استخدمت عبارة « فصل الخطاب » لانه كلمة الخطاب تعني اقوال طرفي النزاع ، اما « فصل » فانها تعني القطع والفصل ، وتعني هذه العبارة : قضاء بالعدل ، والمنطق القوي والتفكر العميق وسموه.
حقا ان اسس اي حكومة لا يمكن ان تصبح محكمة وقوية ومنتصرة بدون هذه الصفات : العلم ، والمنطق ، وتقوى الله ، والقدرة على ضبط النفس ، ونيل مقام العبودية لله تعالى ....
وروي ان معنى « داود » انه داوى جرحه بود وقيل : داوى وده بالطاعة حتى قيل عبد.
وعن ابي جعفر عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى لم يبعث الانبياء ملوكا في الارض الا اربعة بعد نوح : ذو القرنين واسمه عياش ، وداود ، وسليمان ، ويوسف عليهم السلام. (2)
وعنه عليه السلام قال : اوحى الله تعالى الى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا. (3)
قال : فبكى داود عليه السلام فأوحى الله تعالى الى الحديد ان لن لعبدي داود ،
Страница 231