يحملوا معهم هذه المرة من المتاع والنقود ما يستحق ان يعاوضوه بالطعام والحبوب ، الا ان الذي كان يبعث في نفوسهم الامل ويعطيهم القدرة على تحمل الصعاب هو وصية ابيهم في قوله : ( ولا تيأسوا من روح الله ).
واخيرا استطاعوا ان يقابلوا العزيز يوسف فقالوا له وهم في غاية الخجل والالم : ( يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين ).
وقد روي في هذا المقام ، ان الاخوة كانوا يحملون معهم رسالة من ابيهم الى عزيز مصر يوسف ، حيث مدح يعقوب في رسالته عزيز مصر واكبر عدالته وصلاحه وشكره على ما بذله له ولعائلته من الطعام والحبوب ، ثم عرفه نفسه والانبياء من اهل بيته ، واخبره بفقد اعز اولاده واحبهم الى نفسه يوسف واخيه بنيامين ، وما اصابهم من القحط والغلاء ، وفي ختام الرسالة طلب منه ان يمن عليه ويطلق سراح ولده بنيامين ، وذكره ان بنيامين سليل النبوة والرسالة وانه لا يتلوث بالسرقة وغيرها من المعاصي.
وحينما قدم الاولاد رسالة ابيهم الى العزيز شاهدوا انه فض الرسالة باحترام وقبلها ووضعها على عينيه وبدأ يبكي بحيث الدموع بلت ثيابه ، وقد حير هذا التصرف الاخوة وبدأوا يفكرون بعلاقة العزيز مع ابيهم ماهي ، ولعل هذه الرسالة اثارت عواطف العزيز وشعوره ....
وفي تلك اللحظة ، وبعد ان مضت ايام الامتحان الصعب ، عرف يوسف نفسه لاخوته وقال لهم : ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون )، فابتسم يوسف ونظر اخوته الى اسنانه الجميلة وتذكروا الشبه بينه وبين اسنان اخيهم يوسف الجميلة ، ومن جهة اخرى شاهدوا ان العزيز يتحدث معهم ويستفسرهم عما فعلوه بيوسف.
Страница 162