وكانت الفكرة هي ما تخوف ابوهم منها في بادئ الأمر ، فادعوا بان الذئب قد اكل يوسف وجاؤوا اليه بدلائل مزيفة !.
( وجاؤوا اباهم عشاء يبكون * قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين * وجاؤوا على قميصه بدم كذب ... ) (1).
اما الاب الذي كان ينتظر مجيء ولده بفارغ من الصبر ، عندما لم يرى ولده مع اخوته وسمع مقولتهم ، اهتز وارتجف وبكى ولده لشدة حزنه عليه ، واخذ قميص ولده الملطخ بدم الغزال ووضعه على وجهه وطفق يبكي حتى غشي عليه وسقط الى الارض كالخشبة اليابسة ، وبقي مغشيا عليه حتى السحر ، فلما هب النسيم ومر بوجهه افاق من غشيته.
وبالرغم من احتراق قلبه وبكائه الشديد ، لم يجر على لسانه ما يدل على الجزع وعدم الشكر بل قال : ( فصبر جميل ) ثم قال : ( والله المستعان على ما يصفون ) واسأله ان يرزقني الصبر والتحمل والقدرة اكثر فاكثر على فراقه.
ولم يقل على موته ، لانه كان يعلم ان يوسف لم يقتل ، بل قال اطلب الصبر على مفارقة : ولدي يوسف ... وعلى ما تصفون.
نجاة يوسف من البئر :
قضى يوسف في ظلمة البئر الموحشة والوحدة القاتلة ساعات مرة ، ولكنه بايمانه بالله ودعائه وتوسله المستمر شع في قلبه نور الامل ، والهمه الله تعالى القوة والقدرة على تحمل الوحدة الموحشة وان ينتصر في هذا الامتحان.
Страница 141