Hukm al-Samaa

حكم السماع

Исследователь

حماد سلامة

Издатель

مكتبة المنيار

Номер издания

الأولى

Год публикации

1408 AH

Место издания

الأردن

من رسائل شيخ الإسلام

(٥)

حكم السماع

تأليف

شيخ الإسلام ابن تيمية

تحقيق

حماد سلامة

راجعه

الدكتور محمد عويضة

مكتبة المنار

الأردن - الزرقاء

1

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الطبعة الأولى

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨م

مكتبة المنار

شارع الفاروق - بجانب جمعية المركز الإسلامي

هاتف ٩٨٣٦٥٩ ص.ب ٨٤٢ الزرقاء - الأردن

2

-

3

-

4

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد سيد المرسلين ، وعلى آلهِ وصحبهِ الغُرِّ الميامين ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أما بعد :

فإنَّ موضوع ((السماع والرقص )) جدير بالقراءة والتدبر؛ لمعرفة حكم الإِسلام فيه ، لالتباس هذا الأمر على بعض الناس ، ولأن كثيراً من النفوس قد فُتنت بأنواع محرمة من السماع والرقص، واستساغت بذلك الآثام والمعاصي، غير عابئةٍ بأمر أو نهي أو موعظة ، فابتعدت بذلك عن النهج القويم والطريق المستقيم الذي أراده الله عز وجل .

ومن هذا المنطلق فقد اخترنا هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ لما تضمنتهُ من موضوعاتٍ مُهمةٍ كصفةِ سماع الصالحين وأمر الله تعالى به واجتماع الرسول ﷺ والصحابة عليه ، والآثار المختلفة لهذا السماع الصالح سواء كانت إيمانية أو جسدية ، وآراء بعض الأئمة والعلماء في السماع . وبيان السماع المشروع والممنوع ، والتحذير من الأضرار العظيمة والمفاسد الجسيمة والآثار السيئة التي يجلبها السماع المحرم ، وخطأ مَنْ اتخذه طريقة من طرق العبادة، أو وسيلة من وسائل الدعوة وهداية الناس، وتحدث شيخ الإِسلام ابن تيمية كذلك عن حكم الرقص بإيجاز ، مؤكداً أنه يجب عبادة الله بما شرع والاعتصام بالكتاب والسنة وترك البدع المحدثة ، وتمييز الأحاديث الصحيحة

5

من الضعيفة وغير ذلك من الموضوعات التي سيلمسها القارىء الكريم.

وهذه الرسالة مختارة من مجموع الفتاوى لابن تيمية المطبوع بالمملكة العربية السعودية وهي مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل الكبرى، وقد كان عملي فيها كما يلي:

  1. الترجمة المختصرة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

  2. تخريج الآيات القرآنية الكريمة.

  3. تخريج الأحاديث النبوية الشريفة.

  4. شرح المفردات الغريبة.

  5. الترجمة لكثير من الأعلام الوارد ذكرهم.

  6. وضع عناوين داخلية وتصحيح الأخطاء والتصحيفات من الأصول والمراجع.

  7. وضع فهارس للآيات والأحاديث والمصادر والمراجع والموضوعات.

وأسأل الله تبارك وتعالى أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يؤتي ثماره الطيبة إن شاء الله إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حماد سلامة

6

ترجمة ابن تيمية(١)

هو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية، الحراني، نزيل دمشق، الإِمام، شيخ الإِسلام ولد بحران يوم الإثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وقدم به والده إلى دمشق فنبغ واشتهر، وطلب إلى مصر من أجل فتوى أفتى بها فقصدها فتحامل عليه جماعة من أهلها فسجن مدة ونقل إلى الاسكندرية. ثم أطلق فسافر إلى دمشق سنة ٧١٢ هـ واعتقل بها سنة ٧٢٠ هـ وأطلق، ثم أعيد، ومات معتقلاً بقلعة دمشق سنة ٧٢٨ هـ، فخرجت دمشق كلها في جنازته. كان كثير البحث في فنون الحكمة، داعية إصلاح في الدين. آية في التفسير والأصول، فصيح اللسان، قلمه ولسانه متقاربان، له تصانيف كثيرة منها: ((الجوامع)) في السياسة الإلهية والآيات النبوية ويسمى ((السياسة الشرعية)) و((الفتاوى))

(١) انظر ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية في: الأعلام لخير الدين الزركلي ج ١ ص ١٤٤، مختصر طبقات الحنابلة ص ٦١، الدرر الكامنة لأحمد بن حجر العسقلاني ج ١ ص ١٥٤، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي ج ١ ص ٧٤، طبقات الحفاظ للسيوطي ص ٥٢٠، البدر الطالع للشوكاني ج ١ ص ٦٣، البداية والنهاية لابن كثير ج ١٤ ص ١٣٥، شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ج ٦ ص ٨٠، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج ١ ص ٢٦١، العبر للذهبي ج ٤ ص ٨٤، تذكرة الحفاظ للذهبي ١٤٩٦/٤ وغيرها.

7

خمسة مجلدات و ((الإِيمان)) و ((الجمع بين النقل والعقل)) و ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)) و ((الواسطة بين الحق والخلق)) و ((الصارم المسلول على شاتم الرسول)) و ((مجموع الفتاوى)) وغيرها.

وقد تقدمت له ترجمة وافية في الرسالة المسماة ((التحفة العراقية في الأعمال القلبية)).

8

صفة سماع الصالحين

ما تقول السادة الأعلام أئمة الإسلام، ورثة الأنبياء عليهم السلام - رضي الله عنهم، وأرضاهم، في صفة ((سماع الصالحين)) ما هو؟ وهل سماع القصائد الملحنة بالآلات المطربة هو من القرب والطاعات، أم لا؟ وهل هو مباح، أم لا؟

فأجاب: شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية - رضي الله عنه -

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.

أصل هذه ((المسألة)) أن يُفَرَّقَ بين السماع الذي يُنتَفَعُ به في الدين، وبين ما يُرخصُ فيه رفعاً للحرج، بين سماع المتقربين، وبين سماع المتلعبين(١).

فأما السماع الذي شرعه الله تعالى لعباده، وكان سلف الأمة من الصحابة والتابعين، وتابعيهم يجتمعون عليه لصلاح قلوبهم، وزكاة نفوسهم - فهو سماع آيات الله تعالى. وهو سماع النبيين والمؤمنين، وأهل العلم، وأهل المعرفة.

قال الله تعالى، لما ذكر من ذكره من الأنبياء في قوله: ﴿أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم، وممن حملنا مع نوح، ومن ذرية إبراهيم

(١) نسخة المتقدمين بدل المتقربين والمتأخرين بدل المتلعبين. (من هامش مجموع الفتاوى ١١ /٥٥٧).

9

وإسرائيل. وممن هدينا واجتبينا، إذا تتلى عليهم آياتُ الرحمن خَرُّوا سجداً وبكياً﴾(١) وقال: ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذُكرَ اللَّهُ وَجِلتْ قلوبُهُم. وإذا تُليتْ عليهم آياتُه زادتهُم إيماناً، وعلى ربهم يتوكلون﴾(٢). وقال تعالى: ﴿إِنَّ الذينَ أوتوا العلم من قبله إذا يُتلى عليهم يخرون للأذقان سُجَّداً ويقولون: سُبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً﴾(٣). وقال تعالى: ﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ﴾(٤).

[أمرُ الله تعالى بهذا السماع]:

وبهذا السماع أَمَر اللَّهُ تعالى، كما قال تعالى: ﴿وإذا قُرِىءَ القرآنُ فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحَمون ﴾(٥) وعلى أهله أثنى كما في قوله تعالى: ﴿فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾(٦). وقال في الآية الأخرى: ﴿ أفلم يَدَبَّروا القول؟ أم جاءهم ما لم يأتِ آباءهم الأولين؟ ﴾(٧) فالقول الذي أمروا بتدبره هو القول الذي أمروا باستماعه. وقد قال تعالى : ﴿ أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوب أقفالُها﴾(٨). وقال تعالى: ﴿ كتابُ أنزلناه إليك مبارك لِيَدَّبَّرُوا آياته﴾(٩).

(١) الآية ٥٨ من سورة مريم.
(٢) الآية ٢ من سورة الأنفال.
(٣) الآيات ١٠٧ - ١٠٩ من سورة الإسراء.
(٤) الآية ٨٣ من سورة المائدة.
(٥) الآية ٢٠٤ من سورة الأعراف.
(٦) الآيتان ١٧ - ١٨ من سورة الزمر.
(٧) الآية ٦٨ من سورة المؤمنون.
(٨) الآية ٢٤ من سورة محمد.
(٩) الآية ٢٩ من سورة ص.

10

[ذم المعرضين عن السماع المشروع : ]

وكما أثنى على هذا السماع، ذم المعرضين عن هذا السماع، فقال تعالى: ﴿وإذا تُتلى عليه آياتنا وَلَّى مُستكبراً كأن لم يسمعها. كأن في أذنيه وقرأً﴾(١)، وقال تعالى: ﴿وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تَغْلِبون﴾(٢). وقال تعالى: ﴿وقال الرسول يا رب! إن قومي اتَّخذوا هذا القرآن مهجوراً. وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربكَ هادياً ونصيراً﴾(٣)، وقال تعالى: ﴿فما لهم عن التذكرة مُعرضين، كأنهم حمرٌ مستنفرة فَرَّتْ من قسورة﴾(٤). وقال تعالى: ﴿وقالوا قلوبنا في أَكِنَّةٍ مما تدعونا إليه وفي آذانِنَا وقرٌ ومن بيننا وبينك حجاب ﴾(٥). وقال تعالى: ﴿وإذا قرأت القرآنَ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً، وجعلنا على قلوبهم أكنَّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً ﴾(٦).

وهذا هو السماع الذي شرعه الله لعباده في صلاة الفجر، والعشائين وغير ذلك.

[اجتماع الرسول وصحابته على السماع المشروع: ]

وعلى هذا السماع كان أصحاب رسول الله ﷺ يجتمعون، وكانوا إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم أن يقرأ والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى(٧): يا أبا موسى؛ ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم

  1. الآية ٧ من سورة لقمان.

  2. الآية ٢٦ من سورة فصلت.

  3. الآيتان ٣٠ - ٣١ من سورة الفرقان.

  4. الآيات ٤٩ - ٥١ من سورة المدثر.

  5. الآية ٥ من سورة فصلت.

  6. الآيتان ٤٥ - ٤٦ من سورة الإِسراء.

  7. هو أبو موسى الأشعري، قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، صحابي مشهور، أَمَّرُهُ عمر ثم =

11

يستمعون(١) وهذا هو السماع الذي كان النبي ﷺ يشهده مع أصحابه، ويستدعيه منهم، كما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: ((قال النبي ﷺ: اقرأ علي القرآن، قلت: أقرأه عليك وعليك أنزل؟! فقال: إني أحبّ أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى وصلت إلى هذه الآية. ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً﴾(٢) قال: حسبك، فنظرت فإذا عيناه تذرفان))(٣) وهذا هو الذي كان النبي ﷺ يسمعه هو وأصحابه. كما قال تعالى: ﴿لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾(٤) و((الحكمة)) هي السنة.

وقال تعالى: ﴿إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين، وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه. ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين﴾(٥) وكذلك غيره من الرسل. قال تعالى: ﴿يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾(٦).

= عثمان وهو أحد الحكمين بصفين مات سنة خمسين وقيل بعدها (انظر تهذيب التهذيب لابن حجر ج ٥ ص ٣٦٢).

(١) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم ج ١ ص ٢٥٨.

(٢) الآية ٤١ من سورة النساء.

(٣) الحديث رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب البكاء عند قراءة القرآن انظر فتح الباري ج ٩ ص ٩٨، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر ج ١ ص ٥٥١، وأبو داود في كتاب العلم باب في القصص ج ٤ ص ٧٤، والترمذي في كتاب تفسير القرآن باب من سورة النساء ج ٥ ص ٢٣٨.

(٤) الآية ١٦٤ من سورة آل عمران.

(٥) الآيتان ٩١ - ٩٢ من سورة النمل.

(٦) الآية ٣٥ من سورة الأعراف.

12

وبذلك يحتج عليهم يوم القيامة. كما قال تعالى: ﴿يا معشر الجن والإِنس ألم يأتِكمْ رسلُ منكم يقُصُّون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا: شهدنا على أنفسنا وغَرَّتْهُم الحياةُ الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين(١). وقال تعالى: ﴿وسِيقَ الذين كفروا إلى جهنم زُمراً حتى إذا جاءوها فُتِحَتْ أبوابُها وقال لهم خزنتُها: ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا. قالوا: بلى. ولكن حَقَّت كلمةُ العذاب على الكافرين(٢).

[سماع الصالحين سبيل الهداية:]

وقد أخبر أن المعتصم بهذا السماع مهتد مفلح. والمعرض عنه ضال شقي. قال تعالى: ﴿فإما يأتينَّكُم منِي هُدى فمن اتبع هُداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشة ضنكاً(٣) ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً؟. قال كذلك أتتك آياتُنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(٤). وقال تعالى: ﴿ومن يَعشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّض له شيطاناً فهو له قرين(٥).

و ((ذكر الله)) يراد به تارة: ذكر العبد ربه. ويراد به الذكر الذي أنزله الله. كما قال تعالى: ﴿وهذا ذكرٌ مبارك أنزلناه(٦). وقال نوح: ﴿أَوَ عجبتم أن جاءكُم ذكرٌ من ربكم على رجل منكم لينذركم(٧) وقال: ﴿وقالوا يا أيها

(١) الآية ١٣٠ من سورة الأنعام.
(٢) الآية ٧١ من سورة الزمر.
(٣) الضنك: هو كل ما ضاق ومعيشة ضنكا أي ضيقة شديدة (لسان العرب لابن منظور ١٠ / ٤٦٢).
(٤) الآيات ١٢٤ - ١٢٦ من سورة طه.
(٥) الآية ٣٦ من سورة الزخرف.
(٦) الآية ٥٠ من سورة الأنبياء.
(٧) الآية ٦٣ والآية ٦٩ من سورة الأعراف.

13

الذي نُزِّلَ عليه الذكرُ إنك لمجنون(١). وقال: ﴿ما يأتيهم من ذكر من ربهم مُّحدثٍ إلا استمعوه(٢). وقال: ﴿وإنه لذكر لك ولقومك(٣). وقال: ﴿إِنْ هو إلا ذكر للعالمين. لمن شاء منكم أن يستقيم(٤) وقال: ﴿وما علمناه الشعر وما ينبغي له إنْ هو إلا ذكر وقرآن مبين(٥).

[الآثار الإيمانية للسماع الصالح:]

وهذا ((السماع)) له آثارٌ إيمانية من المعارف القدسية. والأحوال الزكية، يَطولُ شرحُها ووصفُها. وله في الجسد آثارٌ محمودٌ من خشوعِ القلب ودموعٍ العين. واقشعرارِ الجلد. وهذا مذكورٌ في القرآن. وهذه الصفات موجودة في الصحابة. ووجدت بعدهم آثار ثلاثة: الاضطراب. والصراخ. والإِغماء. والموت في التابعين.

و ((بالجملة)) فهذا السماع هو أصلُ الإِيمان: فإن الله بعث محمداً إلى الخلق أجمعين ليبلغهم رسالات ربهم، فمن سمع ما بلغه الرسول فآمن به واتبعه اهتدى وأفلح، ومن أعرض عن ذلك ضَلَّ وشقي.

[سماع المكاء والتصدية:]

وأما ((سماع المكاء والتصدية)) وهو التصفيق بالأيدي، والمكاء مثل الصفير ونحوه، فهذا هو سماع المشركين الذي ذكره الله تعالى في قوله: ﴿وما كان صلاتهم عند البيت إلا مُكَاءً وَتَصدِيَة﴾(٦) فأخبر عن المشركين أنهم كانوا

(١) الآية ٦ من سورة الحجر.
(٢) الآية ٢ من سورة الأنبياء.
(٣) الآية ٤٤ من سورة الزخرف.
(٤) الآيتان ٢٧ - ٢٨ من سورة التكوير.
(٥) الآية ٦٩ من سورة يس.
(٦) الآية ٣٥ من سورة الأنفال.

14

يتخذون التصفيق باليد، والتصويت بالفم قربة وديناً، ولم يكن النبي - ﷺ - وأصحابه يجتمعون على مثل هذا السماع، ولا حضروه قط. ومن قال إن النبي ﷺ حضر ذلك فقد كذب عليه، باتفاق أهل المعرفة بحديثه وسنته. والحديث الذي ذكره محمد بن طاهر المقدسي(١) في ((مسألة السماع)) و ((في صفة التصوف)) ورواه من طريقه الشيخ أبو حفص عمر السهروردي(٢) صاحب عوارف المعارف ((أن النبي ﷺ أنشده أعرابي:

قد لسعت حية الهوى كبدي فلا طبيب لها ولا راقي

إلا الحبيب الذي شغفت به فعنده رقيتي وترياقي

وأنه تواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه، فقال له معاوية: ما أحسن لهوكم! فقال له: مهلاً يا معاوية! ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب))(٣) فهو حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن.

(١) هو محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي، الحافظ المعروف بابن القيسراني، المقدسي الشيباني أبو الفضل رحَّالة، مؤرخ من حفاظ الحديث، ولد في بيت المقدس سنة ٤٤٨ هـ وتوفي سنة ٥٠٧ هـ ببغداد، له تصانيف كثيرة منها صفوة التصوف وتذكرة الموضوعات وأطراف الكتب الستة وغيرها. (انظر ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان ج ٤ ص ٢٨٧، والأعلام لخير الدين الزركلي ج ٦ ص ١٧١).

(٢) هو أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك الملقب شهاب الدين السهروردي، اختلف في اسمه فقيل اسمه أحمد وقيل اسمه عمر وقيل كنيته اسمه، ولد في سهرورد، ونشأ بمراغة وسافر إلى حلب، فنسب إلى انحلال العقيدة، وكان علمه أكثر من عقله، قتل سنة ٥٨٧ هـ، من كتبه التلويحات، وهياكل النور والتنقيحات وغيرها. (انظر ترجمته في وفيات الأعيان ج ٦ ص ٢٦٨ والأعلام ج ٨ ص ١٤٠).

(٣) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة ج٢ ص ٢٣٣، وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ج٢ ص ٣٤، وميزان الاعتدال للذهبي ج ٣ ص ١٦٤، قال أبو الفرج المقدسي وقد سئل عن هذا الحديث ما ملخصه: ((إن الواقف عليه يظهر له أنه موضوع لركة ألفاظه ومباينة شعره لأشعار العرب)) (تنزيه الشريعة ٢٣٣/٢) وكتب شيخ الإِسلام النووي وقد سئل عنه: باطل لا تحل روايته ولا نسبته للنبي ﷺ. وقد قال صاحب =

15

وأظهر منه كذباً حديث آخر يذكرون فيه: أنه لما بُشِّرَ الفقراءُ بسبقهم الأغنياء إلى الجنة تواجدوا. وخرقوا ثيابهم، وأن جبرائيل نزل من السماء فقال: يا محمد! إن ربك يطلب نصيبه من هذه الخرق. فأخذ منها خرقة فعلقها بالعرش، وأن ذلك هو زيق (١) الفقراء(٢). وهذا وأمثاله إنما يرويه من هو من أجهل الناس بحال النبي ﷺ، وأصحابه ومن بعدهم. ومعرفة الإِسلام والإِيمان.

وهو يشبه رواية من روى: ((أنَّ أهل الصُّفة(٣) قاتلوا مع الكفار لما انكسر المسلمون يوم حنين، أو غير يوم حنين، وأنهم قالوا نحن مع الله، من كان الله معه كنا معه(٤)، ومن روى: ((أن صبيحة المعراج وجد أهل الصفة يتحدثون

= عوارف المعارف (( ويخالج سري أنه غير صحيح ولم أجد فيه ذوق اجتماع النبي مع أصحابه وما كانوا يعتمدونه على ما بلغنا في هذا الحديث ويأبى القلب قبوله والله أعلم بذلك «عوارف المعارف للسهروردي ص ٢٠٥ وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ١٦٤ في ترجمته لعمار بن إسحاق: ((كأنه واضع هذه الخرافة التي فيها قد لسعت حية الهوى كبدي، فإن الباقين ثقات)). وانظر التذكرة في الأحاديث المشتهرة للزركشي ص ٢١٣ وقال السيوطي في الدرر المنتثرة ص ١٩٧ : أخرجه الديلمي من حديث أنس وقال: تفرد به أبو بكر عمار بن إسحاق.

(١) والزِّيق ما كُفَّ من جانب الجيب وزيق القميص ما أحاط بالعنق، وتزيقت المرأة تزيقاً إذا تزينت وتلبست واكتحلت ( لسان العرب ١٥٠/١٠).

(٢) حديث تبشير الرسول ﷺ للفقراء يسبقهم الأغنياء إلى الجنة رواه الترمذى في كتاب الزهد ج٤ ص ٧٥، وابن ماجة في كتاب الزهد باب منزلة الفقراء ج ٢ ص ١٣٨٠ وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٥٩ والهندي في كنز العمال ج ٦ ص ٤٧٥ وأول الحديث: (يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم) أما تواجد الفقراء وخرقهم الثياب ونزول جبرائيل .. الخ فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج ١١ ص ٥٩ ((كذب مختلق باتفاق أهل العلم والإِيمان لا ينازع في ذلك إلا جاهل)).

(٣) أهل الصُفَّة هم زهاد من الصحابة فقراء غرباء، وكانوا سبعين ويقلون حيناً ويكثرون حيناً ويسكنون صُفَّة المسجد وهو موضع مظلل في مسجد المدينة لأنهم لا مسكن لهم ولا مال ولا ولد. (من هامش الفتح الرباني ١٩ / ١١٥).

(٤) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية ج ١١ ص ٤٧ فما بعدها.

16

بسر كان الله أمر نبيه أن يكتمه، فقال لهم: من أين لكم هذا؟ قالوا: الله علمنا إِيَّاه، فقال: يا رب! ألم تأمرني ألا أفشيه؟ فقال: أمرتك أنت ألا تفشيه، ولكني أنا أخبرتهم به)) (١) ونحو هذه الأحاديث التي يرويها طوائف منتسبون إلى الدين، مع فرط جهلهم بدين الإِسلام، فيبنون عليها من النفاق والبدع ما يناسبها. تارة يسقطون التوسط بالرسول وأنهم يصلون إلى الله تعالى من غير طريق الرسل مطلقاً. فهذا أعظم من كفر اليهود والنصارى: فإن أولئك أسقطوا وساطة رسول واحد، ولم يسقطوا وساطة الرسل مطلقاً.

وهؤلاء إذا أسقطوا وساطة الرسل مطلقاً عن أنفسهم، كان هذا أغلظ من كفر أولئك: لكنهم يقولون: لا تسقط الوساطة إلا عن الخاصة، لا عن العامة، فيكونون أكفر من أهل الكتاب من جهة إسقاط السفارة مطلقاً، بل أهل الكتاب الذين يقولون إنه رسول إلى الأميين دون أهل الكتاب خير من هؤلاء. فإن أولئك أخرجوا عن رسالته من له كتاب. وهؤلاء يخرجون عن رسالته من لا يبقى معه إلا خيالات ووساوس وظنون ألقاها إليه الشيطان، مع ظنه أنه من خواص أولياء الله وهو من أشد أعداء الله، وتارة يجعلون هذه الآثار المختلفة حجة فيما يفترونه من أمور تخالف دين الإِسلام، ويَدَّعون أنها من أسرار الخواص، كما يفعل الملاحدة والقرامطة والباطنية، وتارة يجعلونها حُجَّةً في الإِعراضِ عن كتاب الله وسنة نبيه إلى ما ابتدعوه من اتخاذ دينهم لهواً ولعباً.

[صور الاستماع الممنوعة والمشروعة]

وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإِسلام: أنّ النبي ﷺ لم يشرع لصالحي أمته وعُبَّادِهِم وزُهَّادِهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة. مع

(١) انظر الكلام على هذا الحديث في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ج ١١ ص ٥٤ حيث قال عن الحديث: ((كذب واضح)) فإن أهل الصفة، لم يكونوا إلا بالمدينة ولم يكن بمكة أهل صفة، والمعراج إنما كان من مكة كما قال سبحانه وتعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) ولم اعثر على الحديث فيما بين يدي من مصادر بعد البحث.

17

ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب. أو الدف. كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته، وأتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر، ولا في ظاهره، ولا لعامي ولا لخاصي، ولكن رَخَّصَ النبيُّ ﷺ في أنواع من اللهو في العرس ونحوه، كما رخص للنساء أن يَضْربن بالدف(١) في الأعراس، والأفراح. وأمَّا الرجالُ على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدف، ولا يصفق بكف، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: ((التصفيق للنساء والتسبيح للرجال))(٢). ((ولعن المتشبهات من النساء بالرجال. والمتشبهين من الرجال بالنساء))(٣).

ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء. كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثاً. ويسمون الرجال المغنين مخانيث، وهذا مشهور في كلامهم. ومن هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها لما دخل عليها أبوها - رضي

(١) الدَّفُّ والدُّفُّ: الذي يضرب به النساء. وفي المحكم الذي يُضرب به والجمع دُفوف. (انظر لسان العرب ج ٩ ص ١٠٦).

(٢) الحديث رواه البخاري في كتاب العمل في الصلاة باب التصفيق للنساء ج ٣ ص ٧٧، ومسلم في كتاب الصلاة باب تسبيح الرجل وتصفيق المرأة إذا نابهما شيء في الصلاة ج ١ ص ٣١٨، وأبو داود في كتاب الصلاة باب التصفيق في الصلاة ج ١ ص ٥٧٨، والترمذي في أبواب الصلاة باب ما جاء أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ج ٢ ص ٢٠٥ وقال حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب السهو باب التصفيق في الصلاة ج ٣ ص ١١، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة باب التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ج ١ ص ٣٢٩ والدارمي ج ١ ص ٣١٧، وأحمد في مسنده ج ٢ ص ٢٦١.

(٣) رواه البخاري في كتاب اللباس باب المتشبهون بالنساء ج١ ص ٣٣٢، وأبو داود في كتاب اللباس باب في لباس النساء ج ٤ ص ٣٥٥، والترمذي في كتاب الأدب باب ما جاء في المتشبهات بالرجال من النساء ج ٥ ص ١٠٦ وقال: ((هذا حديث حسن صحيح)) وابن ماجة في كتاب النكاح باب في المخنثين ج ١ ص ٦١٤، وأحمد في مسنده ج١ ص ٣٣٩.

18

الله عنه - في أيام العيد، وعندها جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت(١) به الأنصار يوم بعاث(٢). فقال أبو بكر رضي الله عنه: ((أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معرضاً بوجهه عنهما، مقبلاً بوجهه الكريم إلى الحائط. فقال: دعهما يا أبا بكر! فإن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا أهل الإِسلام))(٣) ففي هذا الحديث بيان: أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه، ولهذا سَمَّاه الصِّديقُ، مزمار الشيطان، والنبي صلى الله عليه وسلم أَقَرَّ الجواري عليه مُعَلِّلَا ذلك بأَنَّهُ يومُ عيد، والصغار يُرخصُ لهم في اللعب في الأعياد، كما جاء في الحديث ((ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة)) (٤) وكان لعائشة لُعَب تلعب بهن ويجئن صواحباتها من صغار النسوة يَلْعبن معها. وليس في حديث الجاريتين أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استمعَ إلى ذلك. والأمرُ والنهيُ إنما يتعلق بالاستماع: لا بمجرد السماع. كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية. لا بما يحصل منها بغير الاختيار.

وكذلك في اشتمام الطيب إنما ينهي المحرم عن قصد الشم، فأما إذا شم ما لم يقصده فإنه لا شيء عليه. وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس: من السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس. إنما يتعلق الأمر والنهي من ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل، وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي.

وهذا مما وُجِّه به الحديث الذي في السنن عن ابن عمر ((أنه كان مع

  1. تقاولت: معناه بما خاطب بعضهم بعضاً في الحرب من الأشعار.

  2. هو يوم من أيام العرب في الجاهلية وقعت فيه الحرب بين الأوس والخزرج وكان الظهور فيه للأوس (انظر أيام العرب في الجاهلية ص ٧٣).

  3. الحديث رواه مسلم في كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد ج٢ ص ٦٠٧، وابن ماجة في كتاب النكاح باب الغناء والدف ج ١ ص ٦١٢.

  4. رواه أحمد في مسنده ج٦ ص ٢٣٣ ولفظه ( لتعلم يهود أن في ديننا فسحة).

19

النبي ﷺ فسمع صوت زمارة راع، فعدل عن الطريق، وقال: هل تسمع؟ هل تسمع؟ حتى انقطع الصوت(١).

فإن من الناس من يقول: بتقدير صحة هذا الحديث، لم يأمر ابن عمر بسد أذنيه. فيجاب بأنه كان صغيراً، أو يجاب بأنه لم يكن يستمع، وإنما كان يسمع. وهذا لا إثم فيه. وإنما النبي ﷺ فعل ذلك طلباً للأفضل والأكمل، كمن اجتاز بطريق فسمع قوماً يتكلمون بكلام مُحَرَّم فَسَدَّ أُذُنيه كيلا يسمعه، فهذا حسن، ولو لم يسد أذنيه لم يأثم بذلك. اللهم إلا أن يكون في سماعه ضرر ديني لا يندفع إلا بالسد.

[هل يُتخذُّ السماع طريقاً إلى الله؟]

و ((بالجملة)) فهذه (مسألة السماع) تكلم كثير من المتأخرين في السماع: هل هو محظور؟ أو مكروه؟ أو مباح؟ وليس المقصود بذلك مجرد رفع الحرج، بل مقصودهم بذلك أن يتخذ طريقاً إلى الله يجتمع عليه أهل الديانات لصلاح القلوب، والتشويق إلى المحبوب، والتخويف من المرهوب، والتحزين على فوات المطلوب، فَتُسْتَنْزل به الرحمة، وتُستجلب به النعمة، وتُحرك به مواجيد أهل الإِيمان، وتستجلى به مشاهد أهل العرفان، حتى يقول بعضهم: إنه أفضل لبعض الناس أو للخاصة من سماع القرآن من عدة وجوه؛ حتى يجعلونه قوتاً للقلوب، وغذاء للأرواح، وحادياً(٢) للنفوس، يحدوها إلى السير إلى الله، ويحثها على الإقبال عليه.

ولهذا يوجد من اعتاده، واغتذى به لا يحن إلى القرآن ولا يفرح به. ولا

(١) رواه: أحمد في مسنده ج ٢ ص ٨ مع اختلاف يسير في اللفظ، ورواه أبو داود في كتاب الأدب باب كراهية الغناء والزمر ج ٥ ص ٢٢٢، قال أبو علي اللؤلؤي سمعت أبا داود يقول: هذا حديث منكر انظر سنن أبي داود ج ٥ ص ٢٢٢ ومختصر سنن أبي داود للحافظ المنذري ج ٧ ص ٢٣٨.

(٢) حادياً: سائقاً. (لسان العرب لابن منظور ج ١٤ ص ١٦٨).

20