24 - وأشهد أن الله ليس كخلقه ... ومن قال بالتشبيه يوما فقد خسر
أخبرنا أبو الحسين أحمد البزاز، الإسناد إلى أبي بردة قال: وفدنا إلى الوليد بن عبد الملك، فكان الذي يقبل في حوائجي عمر بن عبد العزيز. قال: فلما ودعته وسلمت عليه #538# ذكرت حديثا حدثني به أبي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويبقى أهل التوحيد، فيقال لهم: ما تنتظرون وقد ذهب الناس؟ فنقول: إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره. قال: وتعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: نعم؛ لأنه لا شبه له، فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى الله عز وجل، فيخرون له سجدا، ويبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر، فيريدون السجود فلا يستطيعون، فذلك قول الله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، فيقول الله عز وجل: عبادي! ارفعوا رؤوسكم، فقد جعلت بدل كل رجل مسلم منكم رجلا من اليهود والنصارى في النار)).
فقال عمر بن عبد العزيز: آلله الذي لا إله إلا هو لحدثك أبوك بهذا الحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فحلفت له ثلاثة أيمان على ذلك، فقال عمر: ما سمعت في أهل التوحيد حديثا هو أحب إلي من هذا.
أخبرنا أبو عمرو، الإسناد إلى سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس، أن بني إسرائيل وصفوا الرب عز وجل، فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره}، ثم بين لعباده عظمته فقال: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}.
Страница 537