قالت: «إذن، لقد سمعت نداء الاستغاثة هذا في الفندق ببرمنجهام، أليس كذلك؟» «نعم، ليلة أمس، على الإذاعة الوطنية.» «ومتى تركت برمنجهام إذن؟» «هذا الصباح، بالطبع.» (حسبت الرحلة في ذهني، تحسبا إن احتجت أن أكذب كي أخرج نفسي من المشكلة. خرجت في العاشرة، وتناولت الغداء في كوفنتري، والشاي في بيدفورد، خططت لكل شيء.) «إذن، كنت تعتقد ليلة أمس أنني مريضة جدا، ولم ترحل إلا في الصباح؟» «ولكني أقول لك إنني لم أكن أعتقد أنك مريضة، ألم أشرح لك؟ لقد اعتقدت أنها إحدى خدعك، فقد بدا الأمر على الأرجح أقرب إلى ذلك.»
قالت بكثير من المرارة في صوتها، ما جعلني أعلم أن المزيد قادم: «إذن، من المفاجئ أنك غادرت من الأساس!» ولكنها استأنفت حديثها بصوت أهدأ، قائلة: «إذن، غادرت هذا الصباح، أليس كذلك؟» «بلى، غادرت في نحو الساعة العاشرة. وتناولت الغداء في كوفنتري ...»
صرخت في فجأة: «إذن، كيف تفسر هذا؟» وفي اللحظة نفسها فتحت حقيبتها بعنف، وأخرجت قطعة من الورق، وأمسكت بها كما لو كانت شيكا مزورا أو ما شابه.
شعرت وكأن أحدا قد لكمني في معدتي. كان يجب أن أتخيل ذلك! لقد اكتشفت أمري في نهاية المطاف؛ وكان معها الدليل، مستند القضية. لم أكن أعلم حتى ما هو، باستثناء أنه كان شيئا يثبت أنني كنت في إجازة مع امرأة. فقدت رباطة جأشي بالكامل؛ فقد كنت منذ لحظة أتنمر عليها بعض الشيء، وأتظاهر بالغضب لأنها جعلتني أهرع من برمنجهام دون سبب، ولكنها الآن قلبت الدفة ضدي. لست بحاجة إلى أن تخبرني بالشكل الذي بدوت عليه في تلك اللحظة؛ فأنا أعلم، وكان الذنب مكتوبا بخط عريض على كامل جسدي. ولكنني لم أكن مذنبا! غير أنها أصبحت عادة؛ فقد اعتدت أن أكون المخطئ. ولو أعطيتني مائة جنيه، لم يكن بإمكاني التخلص من نبرة الذنب في صوتي، فأجبتها: «ماذا تعنين؟ ما هذا الشيء الذي لديك هنا؟» «اقرأه وستعلم ما هو.»
أخذته، وقد كان خطابا مما بدا أنه شركة للمحاماة، وكان عليه العنوان نفسه لشارع فندق روبوتوم، كما لاحظت.
قرأته: «سيدتي العزيزة، ردا على خطابك بتاريخ الثامن عشر من الشهر الجاري، نعتقد أنه لا بد أن ثمة خطأ في الأمر. إن فندق روبوتوم أغلق منذ عامين، وقد تحول إلى مبنى لمكاتب الأعمال. ولم نر أحدا بأوصاف زوجك هنا. ربما ...»
لم أقرأ المزيد، وبالطبع رأيت على الفور ما حدث أمامي؛ فقد تذاكيت أكثر من اللازم وورطت نفسي. ولم يكن أمامي سوى شعاع أمل خافت، وهو أن يكون الشاب ساوندرز قد نسي أن يرسل الخطاب الذي زعمت أنني أرسلته من روبوتوم؛ ففي تلك الحالة يمكنني أن أنكر مزعمها. ولكن هيلدا سرعان ما كشفت عن الحقيقة.
قالت: «حسنا يا جورج، أرأيت ماذا يقول الخطاب؟ في اليوم الذي غادرت من هنا، كتبت إلى فندق روبوتوم، فقط لأسالهم عما إذا كنت قد وصلت، وها قد رأيت الإجابة التي وصلتني! فلم يكن ثمة مكان يدعى فندق روبوتوم حتى. وفي اليوم نفسه، وفي البريد نفسه، تلقيت خطابك الذي تقول فيه إنك كنت في الفندق. أعتقد أنك جعلت أحدا يرسله لك. أهذا كان عملك الذي في برمنجهام؟!» «ولكن اسمعي يا هيلدا! لقد أسأت فهم الأمر؛ فهو ليس كما تعتقدين. أنت لا تفهمين.» «لا يا جورج، أنا أفهم. وأفهم جيدا.» «ولكن اسمعي يا هيلدا ...»
لم يكن ثمة فائدة في الأمر بالطبع؛ فقد كانت في ذلك الموقف كالشرطي العادل، ولم أكن حتى أستطيع أن أنظر في عينيها. استدرت وحاولت التوجه إلى الباب.
وقلت: «يجب أن أضع السيارة في موقف السيارات.» «أوه، لا يا جورج! لن تهرب بهذه البساطة. ستظل هنا وتستمع لما سأقوله إذا سمحت.» «ولكن اللعنة! يجب أن أضيء الأنوار، أليس كذلك؟ لقد تجاوزنا الوقت الذي يجب فيه إضاءة أنوار السيارة. أتريدينا أن نحصل على غرامة؟!»
Неизвестная страница