وأضافت: «لا نريدك في بيتنا. كلما أسرعت بالرحيل كان هذا أفضل.»
ثم هاتفت راي وقالت له إنني حاولت سرقة ملاءة سريرها، وشكت له أنني أتحدث عنها في جميع أرجاء الشارع. كانت قد فتحت الباب حرصا منها على أن أسمع ما تقول، كما كانت تصيح بأعلى صوتها في الهاتف، وهو ما لم يكن ضروريا؛ لأن هاتفنا كان على نفس الخط وكان بإمكاننا سماع ما تقول متى أردنا، لكنني لم أفعل ذلك قط، بل كنت أسد أذني بحركة غريزية كي لا أسمعها وهي تتحدث من أعلى، لكن ذات مساء كان تشيس في المنزل ورفع سماعة الهاتف وتكلم. «لا تلتفت لما تقول يا راي؛ إنها عجوز مخبولة. أعلم أنها أمك، لكني أؤكد لك أنها مخبولة.»
سألته عما قاله راي، وعما إذا كان هذا الكلام قد أغضبه. «لم يقل إلا: «بالطبع، حسنا».»
أغلقت السيدة جوري الخط، وصاحت من أعلى مباشرة: «سأخبرك الآن من هي المخبولة، سأعلمك من الكاذبة المجنونة التي تنشر الأكاذيب عني وعن زوجي ...»
قال تشيس: «لا نسمع ما تقولين. دعي زوجتي وشأنها.» لكنه سألني فيما بعد: «ماذا كانت تعني بقولها إنك تنشرين الأكاذيب عنها وعن زوجها؟»
قلت: «لا أدري.»
قال: «إنها تتعمد مضايقتك؛ لأنك شابة جميلة وهي عجوز شمطاء.»
ثم استطرد: «فلتنسي الأمر.» وسألني على سبيل الدعابة ليسري عني: «ما فائدة العجائز أصلا؟» •••
انتقلنا إلى شقتنا الجديدة مستقلين سيارة أجرة، لا نحمل شيئا سوى حقائب ثيابنا. وقفنا في انتظار السيارة على الرصيف - ظهورنا إلى المنزل - وتوقعت حينها أن تصدر السيدة جوري صياحا أخيرا، لكن لم نسمع أي صوت.
قلت: «ماذا لو كان معها مسدس، ستطلق علي الرصاص في ظهري؟»
Неизвестная страница