قال كنت: «أنا لا أحلم.»
ردت سونيه: «الجميع يحلمون. أنت فقط لا تتذكر.»
فهز رأسه.
لم تمت كاث. كانت تعيش في أونتاريو بضاحية هاليبورتون التي لا تبعد كثيرا عن تورونتو.
سأل كنت نويل عندما زارها: «هل تعلم والدتك بوجودي هنا؟» وأجابته: «نعم، أظن ذلك. بالتأكيد تعلم.»
لكنه لم يطرق بابها. وعندما سألته ديبورا عما إذا كان يرغب في تغيير مسارهما لرؤيتها، قال لها: «لا داعي لتغيير مسار رحلتنا؛ فالأمر لا يستحق.»
عاشت كاث وحدها على ضفاف بحيرة صغيرة، والرجل الذي عاشت معه فترة طويلة من الزمن وشيد هذا المنزل، توفي، لكن نويل قالت إن لديها أصدقاء، وإنها على ما يرام.
عندما ذكرت سونيه اسم كاث في وقت سابق من المحادثة، انتابه شعور بالدفء وكذلك الخطر - في الوقت نفسه - بأنهما لا تزالان على اتصال فيما بينهما، فكان يخشى سماع شيء لا يرغب في معرفته، وراوده في الوقت نفسه أمل أحمق في أن تخبر سونيه كاث كيف بدا في حالة جيدة (وكان كذلك - من وجهة نظره - نظرا لثبات وزنه إلى حد ما وسمرة بشرته التي اكتسبها في جنوب غرب البلاد )، وأنه سعيد في زواجه. ربما تكون نويل قد قالت لها شيئا كهذا، لكن حديث سونيه معها سيكون ذا أهمية أكبر من حديث نويل. انتظر من سونيه التحدث عن كاث مجددا.
لكنها لم تفعل. وإنما تحدثت طوال الوقت عن كوتر، والحماقات، وجاكارتا. •••
كان الاضطراب الآن خارجيا؛ خارج النوافذ - وليس بداخل كنت - حيث اشتدت الرياح التي كانت تهز أغصان الأشجار طوال لقائهما وبدأت تعصف بها الآن. ولم تكن تلك الأغصان الطويلة الضخمة لتميل أمام أي رياح؛ فقد كانت أفرعها جامدة وأوراقها ثابتة إلى درجة أنها يجب أن تهز من الجذور. وفي هذا الوقت من اليوم، انعكست أشعة الشمس على الأوراق الخضراء زيتية المظهر، ولأن الشمس ما زالت مشرقة، لم تصاحب الرياح أي سحب؛ ما عنى أن السماء لن تمطر.
Неизвестная страница