فأجابت إنيد بالنفي، وقالت لها: «بل كمخروط الآيس كريم.»
فقالت والدتها: «إذن، فقد كان ذلك حلما، والأحلام تكون أحيانا سخفا محضا. لا تخبري والدك بذلك؛ فالأمر سخيف للغاية.»
لم تصدق والدتها على الفور، لكن بعد عام أو نحو ذلك، رأت أن هذا التفسير لا بد أن يكون صائبا؛ لأن مخروط الآيس كريم لا يظهر بهذا الشكل على صدور السيدات، كما أنه لا يكون بهذا الحجم الكبير أبدا. وعندما كبرت إنيد، أدركت أن القبعة التي رأتها لا بد أنها كانت قد رأتها في صورة ما. «أكاذيب.» •••
لم تسأله بعد، لم تنبس ببنت شفة، لم يدفعها شيء لطرح السؤال؛ فلم يحن الوقت بعد. لقد سقطت سيارة السيد ويلينس في بحيرة جوتلند، عمدا أو دون قصد، ولا يزال الجميع يعتقدون ذلك. واعتقدت إنيد ذلك أيضا، هذا ما كان روبرت يظنه. وطوال استمرار هذه الفكرة، فهذه الغرفة وهذا المنزل وحياتها بالكامل تمثل احتمالا مختلفا تماما عن ذلك الاحتمال الذي تعايشت معه (أو ضخمته؛ أيا كانت الطريقة التي تريد صياغة الأمر بها) على مدى الأيام القليلة الماضية. وصار هذا الاحتمال أقرب إليها، وكل ما كانت بحاجة لفعله هو التزام الهدوء والسماح له بالاقتراب. من خلال صمتها، أو مشاركتها في الصمت، ما النفع الذي قد يعود عليها وعلى الآخرين؟
كان ذلك ما يعلمه أغلب الناس؛ وهو شيء بسيط استغرق منها فهمه وقتا طويلا؛ وهذا ما كان يجعل العالم صالحا للعيش فيه.
بدأت في النحيب، ليس حزنا، وإنما شعورا براحة بالغة لم تكن تعلم أنها تبحث عنها. نظرت في تلك اللحظة إلى وجه روبرت، ورأت أن عينيه قد احتقنتا بالدماء والبشرة حولهما قد تجعدت وجفت، كما لو كان يبكي بدوره.
قال لها: «كانت تعيسة الحظ في حياتها.»
استأذنت إنيد وذهبت لإحضار منديلها الذي كان في الحقيبة على المائدة. شعرت بالخجل في تلك اللحظة لتأنقها استعدادا لهذا المصير المأساوي.
قالت لروبرت: «لا أعلم فيما كنت أفكر. لا يمكنني السير إلى النهر بهذا الحذاء.»
أغلق روبرت باب الحجرة الأمامية.
Неизвестная страница