Любовь доброй женщины

Виктор Гюго d. 1450 AH
165

Любовь доброй женщины

حب امرأة طيبة

Жанры

عزيزي آر، شاهدت أنا وأبي مناظرة كينيدي ونيكسون؛ لقد اقتنى أبي منذ آخر مرة كنت فيها هنا تليفزيونا. إنه جهاز ذو شاشة صغيرة وله هوائيان يشبهان أذني الأرنب. التليفزيون موضوع أمام الخزانة في غرفة الطعام؛ ولهذا صار الوصول إلى الفضيات الفاخرة أو مفارش المائدة في الخزانة أمرا عسيرا. لماذا يضعانه في غرفة الطعام حيث لا يوجد مقعد واحد مريح؟ لأنهما ما عادا يتذكران أن لديهما غرفة معيشة في المنزل، أو لأن السيدة باري تحب مشاهدة التليفزيون وقت العشاء.

هل تذكر هذه الغرفة؟ لا جديد فيها سوى التليفزيون. الستائر الثقيلة لا تزال موجودة على كلا الجانبين - بلونها البيج ونقوش أوراق الشجر المرسومة عليها بلون النبيذ - والستائر الشفافة بينها، وكذلك صورة السير جالاهاد يمتطي صهوة جواده، وصورة غزال جلينكو الأحمر كناية عن المذبحة التي حدثت بها. أما خزانة حفظ الملفات القديمة التي أتى بها أبي من عيادته منذ سنين عديدة، فما زلنا نبحث لها عن مكان؛ ولذا فقد ظلت في الغرفة كما هي دون حتى أن تسند إلى الجدار. ولم تبرح ماكينة خياطة أمي محكمة الإغلاق مكانها (لم يشر أبي قط إلى أمي سوى مرة واحدة حين قال «ماكينة خياطة أمك»)، وكذلك نفس صف النباتات - أو ما تبدو كنباتات - في أصصها الفخارية أو العلب الصفيحية؛ كما هي ليست يانعة ولا ميتة.

ها أنا قد عدت إلى البيت، ولم يتساءل أحد قط عن المدة التي غبت فيها عنه. لقد ملأت سيارتي الميني كوبر بكل كتبي وأوراقي وملابسي وتوجهت بها إلى هنا من أوتاوا، واستغرقت الرحلة يوما واحدا. هاتفت أبي لأخبره أنني انتهيت من أطروحتي (والحقيقة أنني تخليت عنها ولكنني لم أعبأ أن أخبره بهذا) وفكرت في أنني أحتاج إلى راحة.

فقال لي: «راحة؟» وكأنه لم يسمع بشيء كهذا من قبل، ثم أكمل قائلا: «حسنا، ما دمت لا تعانين من انهيار عصبي.»

قلت: «ماذا؟»

فرد علي: «انهيار عصبي.» قالها بصخب محذرا؛ فهذه الكلمة لا يزال يستخدمها لوصف نوبات الفزع والقلق الحاد والاكتئاب والانهيار التي تصيب مرضاه، وحينها يطلب منهم على الأرجح أن يتحلوا بالقوة والإيجابية في التعامل مع حالاتهم.

هذا ظلم. غالبا ما يصرفهم بعد أن يصف لهم حبوبا مهدئة ويقول لهم بعض العبارات الرقيقة الجادة؛ إنه يستطيع أن يتعامل مع ضعف الآخرين أسهل بكثير من أن يتعامل مع ضعفي.

عندما وصلت إلى المنزل، لم ألق ترحيبا حافلا، ولم أشعر بأنه قلق علي. فقط أخذ يدور حول سيارتي، ثم انزعج لما رآه وأخذ يتفحص الإطارات.

قال: «متفاجئ أنك فعلتها وحضرت.»

فكرت أن أقبله؛ ادعاء أكثر منه عاطفة جياشة، هذا ما أفعله الآن، لكن ما إن لامست قدماي الأرض المفترشة بالحصى، حتى أدركت أنني لا أستطيع تقبيله. هنالك كانت السيدة بي (باري) واقفة بين طريق السيارات المؤدي إلى المنزل وباب المطبخ، فذهبت وطوقتها بذراعي واحتك أنفي بشعرها الأسود القصير المصفف على نحو غريب يشبه شعر المرأة الصينية، الذي يحيط بوجهها الصغير الذابل. شممت رائحة سترتها المبطنة من الصوف المحبوك، ورائحة مواد التبييض على مئزرها، وشعرت بملمس عظامها الرفيعة الناتئة الشائخة. طولها يصل بالكاد حتى ترقوتي.

Неизвестная страница