شعرت كارين بسخونة في وجهها واستشعرت صدمة هذه الكلمات. كانت جملة لم تسمعها من قبل. ثراء فاحش. وبدت العبارة مقيتة.
قال: «حسنا، سأذهب إلى المدينة لأعرف متى سيقبلون على ذلك.» لم يسألها إذا ما كانت تريد الذهاب معه، وما كانت هي لتجيبه؛ فقد اغرورقت عيناها بالدموع؛ إذ صدمها ما قاله وطغى عليها.
كانت في حاجة لأن تذهب لدورة المياه؛ ولذا سارت باتجاه المنزل.
انبعثت رائحة طيبة من المطبخ؛ رائحة لحم يطهى على نار هادئة.
دورة المياه الوحيدة في البيت كانت تقع في الطابق العلوي، وعندما صعدت كارين سمعت صوت آن تتحرك في غرفتها. لم تنادها أو تنظر إليها. لكن عندما بدأت كارين تنزل بعد أن قضت حاجتها، نادتها آن.
كانت قد وضعت مساحيق التجميل على وجهها؛ ولذا اختفى أثر البقع منه.
وعندما دخلت غرفتها، وجدت أكواما من الملابس ملقاة على الفراش وعلى الأرض.
قالت آن: «أحاول أن أرتبها. لدي ملابس نسيت أنني أمتلكها، وعلي أن أتخلص من بعضها إلى الأبد.»
هذا يعني أنها جادة بشأن الانتقال، وتتخلص من بعض الأشياء قبل أن ترحل. عندما كانت روزماري تتهيأ للانتقال من قبل، حزمت متاعها في صندوق السيارة بينما كانت كارين في المدرسة. لم ترها كارين وهي تختار الأشياء التي حزمتها. لم ترها إلا حين أخرجتها في شقة تورونتو ثم في الكارافان؛ وسادة، وزوج من الشمعدان، وطبق كبير يبدو شكله مألوفا لكنه دائما ما يوضع في غير محله. وفي رأي كارين، كان من الأفضل ألا تحضر أي شيء على الإطلاق.
قالت آن: «أترين تلك الحقيبة؟ هناك أعلى الدولاب. أتستطيعين أن تصعدي على الكرسي وتميليها على الحافة حتى أتمكن من التقاطها؟ حاولت أن أفعل هذا لكني أصبت بدوار. فقط أميليها وسوف ألتقطها.»
Неизвестная страница