Любовь доброй женщины

Виктор Гюго d. 1450 AH
147

Любовь доброй женщины

حب امرأة طيبة

Жанры

كان مطبخ آن في قبو المنزل، ويقع جزء منه تحت الأرض، حتى إن من يريد أن يدخله ينزل أربع درجات إلى أسفل. نزلت كارين هذه الدرجات، ثم ألصقت وجهها بالباب الشبكي حتى تستطيع الرؤية. كان المطبخ مظلما؛ إذ كانت الشجيرات تنمو أمام نوافذه العالية فتحول دون دخول الضوء، ولم تأته كارين قط قبل هذه المرة والمصابيح غير مضاءة. لكنها الآن غير مضاءة، حتى إنها لأول وهلة ظنت أن الغرفة خالية. لكنها بعد ذلك رأت أن هناك من يجلس على مائدة الطعام؛ كانت آن، لكن رأسها كان مختلفا، وكانت تسند ظهرها إلى الباب.

لقد قصت شعرها فصار أقصر ومشعثا، فبدت كأي كهلة شيباء. وكانت تفعل شيئا وهي جالسة على مائدة الطعام؛ لأن مرفقيها كانا يتحركان. كانت تعمل في العتمة؛ ولذا لم تستطع كارين التحقق مما تفعل.

جربت حيلة حتى تستدير آن؛ أخذت تحدق في رأسها من الخلف، لكنها لم تفلح؛ فجربت أن تحرك أصابعها بخفة على شبكة الباب. وأخيرا، أصدرت صوتا لتلفت انتباهها. «ووو ... وو ... ووو ... ووو.»

نهضت آن على مضض، حتى ظنت كارين سريعا - وبما لا يتفق مع المنطق - أن آن كانت تعلم أنها وراءها طوال الوقت؛ فربما رأتها قادمة ولذا جلست هكذا في هذا الوضع الحذر.

قالت كارين: «إنها أنا؛ ابنتك الضالة.»

قالت آن وهي تفتح سلسلة الباب: «لماذا فعلت ذلك؟» ولم تحي كارين باحتضانها ؛ وما فعلت ذلك قط معها، وكذلك ديريك.

لقد ازدادت بدانة - أو أن شعرها القصير جعلها تبدو أكثر بدانة - وكان وجهها ملطخا ببقع حمراء، كأنها لدغات حشرات. وبدت عيناها محتقنتين.

قالت كارين: «هل تؤلمك عيناك؟ ألهذا تعملين في الظلام؟»

قالت آن: «يا إلهي، لم ألحظ هذا. لم ألحظ أن المصابيح غير مضاءة. كنت أنظف بعض الفضيات، وظننت أنني أراها بشكل جيد.» ثم بذلت مجهودا كبيرا لتبدو أكثر بهجة، متحدثة مع كارين كأنها تخاطب طفلة أصغر بكثير من عمر كارين الحقيقي، قائلة لها: «تنظيف الفضيات عمل ممل للغاية، لا بد أنني انغمست فيه، ما جعلني لا أدري بما يحدث حولي. كم سيكون رائعا أن تساعديني فيه!»

وهكذا صارت كارين مؤقتا - وبتخطيط منها - الابنة الأصغر عمرا من سنها الحقيقية؛ فتمددت على الكرسي المجاور للمائدة وقالت بصخب: «إذن، أين ديريك العجوز؟» جال بخاطرها أن سلوك آن الغريب قد يعني أن ديريك ربما ذهب في واحدة من رحلاته الاستكشافية في المرتفعات ولم يعد بعد، تاركا وراءه آن وروزماري، أو أنه ربما يكون مريضا أو مكتئبا. سبق وأن قالت آن: «ما كان ديريك يشعر بنصف هذا الاكتئاب عندما تركنا المدينة.» وتساءلت كارين عما إذا كانت كلمة: «الاكتئاب» هي الكلمة الصحيحة لوصف ما يمر به؛ فقد بدا لها ديريك ناقدا، وأحيانا نافد الصبر. أهذا هو الاكتئاب؟

Неизвестная страница