Любовь доброй женщины

Виктор Гюго d. 1450 AH
137

Любовь доброй женщины

حب امرأة طيبة

Жанры

كانت تعرف أنه من الصعب أن يراها الناس امرأة بالغة، لكنها كذلك ما كانت لتبدو في أعينهم نفس الفتاة ذات العشرة أعوام التي سافرت على متن الطائرة في أواخر الصيف الماضي.

لم تلفت انتباه أحد، حتى عندما وضعت طرف مبسم السجائر في فمها ورسمت على وجهها تعبيرا متجهما؛ إذ كان الجميع في حالة من التشويق أو الارتباك أو الابتهاج أو الحيرة، وبدا أن معظمهم يرتدي زيا تنكريا. فالرجال السود كانوا يرفلون في عباءات براقة وقبعات صغيرة مزخرفة، والنسوة العجائز يجلسن مقوسات الظهر على الحقائب ويلففن رءوسهن بالشيلان، وشباب الهيبيز يرتدون الملابس الغريبة ويتزينون بالحلي. وما لبثت أن وجدت نفسها محاطة بمجموعة من الرجال المتجهمين، يعتمرون قبعات سوداء وتتدلى على وجناتهم خصلات من الشعر المجعد.

ما كان من المفترض أن يصل أولئك الأشخاص الذين كانوا ينتظرون الركاب إلى هذا المكان، لكن هذا ما حدث؛ إذ تسللوا عبر الأبواب الأوتوماتيكية. ومن بين الحشود على الجانب الآخر من سير الحقائب، رأت كارين أمها - روزماري - التي لم تلحظها بعد . كانت روزماري ترتدي فستانا طويلا، لونه أزرق داكن ومنقوش بدوائر ذهبية وبرتقالية، وكانت قد صبغت شعرها منذ قريب؛ إذ كان شديد السواد، ومصففا لأعلى وملفوفا بميل كعش الطائر. بدت أكبر سنا من الصورة التي احتفظت بها كارين في مخيلتها، وبائسة قليلا. لم تتوقف نظرات كارين عندها، وإنما استمرت تجول ببصرها باحثة عن ديريك. كان من السهل العثور عليه بسبب قامته الطويلة وجبهته اللامعة وشعره الفاتح المتموج الذي يصل طوله إلى كتفيه. كان من السهل العثور عليه أيضا بسبب عينيه اللامعتين ذواتي النظرات الثابتة، وفمه الذي يرتسم عليه تعبير ساخر، وقدرته على الثبات وعدم الحركة، على عكس روزماري التي ما توقفت في هذا الحين عن التحرك وشد جسمها لأعلى والتحديق في الركاب بارتباك وإحباط.

لم يكن ديريك يقف خلف روزماري، بل لم يكن بجوارها من الأساس. إن لم يكن في دورة المياه، فهو لم يأت معها.

انتزعت كارين مبسم السجائر من فمها وضبطت البيريه للخلف. إذا لم يكن ديريك موجودا، فلا معنى لهذه المزحة؛ إذ لن يكون لها تأثير على روزماري سوى الارتباك، وهو ما كانت تشعر به في هذه اللحظة إلى جانب تعاستها. •••

قالت روزماري في دهشة وعيناها مغرورقتان بالدموع: «تضعين أحمر شفاه.» وطوقت كارين بأردانها التي كانت تشبه الجناحين، وانبعثت منها رائحة زبدة الكاكاو. «لا تقولي إن أباك سمح لك باستخدام أحمر الشفاه.»

ردت كارين: «كنت أود المزاح معك، أين ديريك؟»

قالت روزماري: «ليس هنا.»

رأت كارين حقيبتها على سير الحقائب، فانحنت وشقت طريقها بين الناس وجرتها. حاولت روزماري أن تساعدها في حملها، لكن كارين قالت: «لا عليك، لا عليك.» تدافعتا حتى وصلتا إلى أبواب الخروج وتخطتا حشود المنتظرين الذين لم يكن لديهم جرأة أو صبر على التدافع. لم تتحدثا معا حتى خرجتا إلى الهواء الحار ليلا، وتحركتا نحو مرأب السيارات. ثم قالت كارين: «ما الأمر؟ عاصفة جديدة؟» «عاصفة» هي الكلمة التي كانت روزماري وديريك أنفسهما يستخدمانها لوصف شجاراتهما التي كانا يرجعانها إلى صعوبات عملهما معا في كتاب ديريك .

قالت روزماري بهدوء مخيف: «لم نعد نتقابل، لم نعد نعمل معا.»

Неизвестная страница