قبل ذلك الحوار، كان براين وبولين قد وضعا صغيرتيهما في الفراش وتمشيا لكوخ الوالدين كي يحتسيا معهما مشروبا. سارا ومن خلفهما شمس المغيب تفارق السماء أمام غابات جزيرة فانكوفر، وأمام أعينهم الجبال وقد بدت شديدة الوضوح في سماء مضيئة بلون وردي؛ انعكس عليها من قمم بعض الجبال الشاهقة - التي تقع داخل البلاد - وتوجت قممها بثلوج صيفية وردية اللون.
قال براين بصوته التعليمي الجهور: «لا أحد يخلع ثيابه يا أبي، أتدري لماذا؟ لأنهم لا يرتدون أي ثياب في الأساس؛ أحدث صيحات العصر. وبعد هذه المسرحية سيؤدون مسرحية «هاملت» عراة، ثم «روميو وجولييت» عراة. يا إلهي! مشهد الشرفة حين يتسلق روميو التعريشة فيعلق في شجيرات الورد ...»
قالت أمه: «أوه، براين.»
قالت بولين: «تحكي قصة أورفيوس ويوريديس أن يوريديس ماتت، فذهب أورفيوس إلى العالم السفلي محاولا استعادتها مرة أخرى. وهناك أجيب طلبه بشرط واحد؛ هو أن يعد ألا ينظر إليها، ألا ينظر للخلف لرؤيتها. وكانت هي تمشي وراءه ...»
قاطعها براين: «باثنتي عشرة خطوة بالتمام والكمال.»
قالت بولين: «إنها قصة إغريقية عدلت لتناسب العصر الحديث، على الأقل هذه النسخة؛ فهي حديثة إلى حد ما. فأورفيوس موسيقي رحال مع والده - وكلاهما موسيقيان - ويوريديس ممثلة، والقصة تدور أحداثها في فرنسا.»
قال والد براين: «أهي مترجمة؟»
قال براين: «لا، لكن لا تقلق فهي ليست باللغة الفرنسية، إنها مكتوبة بالرومانية.»
قالت أم براين وهي تضحك ضحكة يشوبها القلق: «من الصعب أن يفهم المرء أي شيء حين يكون براين موجودا.»
قالت بولين: «إنها بالإنجليزية.» «وأنت تؤدين دور من؟»
Неизвестная страница