فسفرت عن وجهها، ثم قالت: أغدرا يا فاسق، وإنك لهكذا؟ فأبلس ولم ينطق. وتأثر من هذه الحادثة، وقال فيها هذه الأبيات:
ألا ليتني قبل الذي قلت شيب لي
من السم خضخاض بماء الذراح
أقمت ولم تعلم على خيانة
وكم طالب للربح ليس برابح
ومات كثير، فما تخلفت امرأة بالمدينة عن جنازته. وكن يندبن، ويذكرن عزة في ندبهن.
وعاشت عزة بعده مدة، ويقال إنه لما شاعت أشعار كثير وصار المغنون يتغنون بها، وجرى ذكره وذكر عزة في سمر عظماء الدولة، طلب عزة عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، فلما مثلت بين يديه، وكانت عجوزا، قال لها: «أنت عزة كثير التي يقول فيها:
لعزة نار ما تبوخ كأنها
إذا ما رمقناها من البعد كوكب
فما الذي أعجبه منك؟»
Неизвестная страница