أكان أبوكم آدم بالذي أتى
نجيبا فترجون النجابة بالنسل؟!
إذن عرف آدم الحب مذ هبط إلى الأرض، وعرفت حواء الحب منذ أن وجدت آدم إلى جوارها.
وكان حب، وكان نسل .. ثم كانت المعمورة.
نما الحب بمرور السنين وتعاقب الأيام، وكبر وترعرع حتى صار عملاقا تتضاءل بجانبه شم الجبال.
وتفنن البشر في ضروب الحب، فصار الحب بتعاقب الملوين فنا عظيما يقصر إزاءه كل فن جميل أو غير جميل، وتعددت صور الحب وتباينت وتلونت وتشكلت، فإذا بالحب يصبح سيدا طاغيا، له على القلوب سلطان، وعلى العقول سطوة وسيادة، وإذا به يدحر ويغلب، ويقهر ويعذب.
عظمت دولة الحب وامتد سلطانها، فأصبحت الدولة العظمى التي تضم جميع البشر في رحابها، وفي ركابها، وتحت لوائها. وإذا بالبشر أجمعين يصبحون بالنسبة إلى هذه الدولة رعايا مخلصين، مؤمنين ظاعنين،
1
راضين طيعين، ملبين خاضعين، ساجدين خاشعين، قد رضوا بالحب ملكا وسلطانا، ورئيسا وسيدا عظيما. لا يسعهم أجمعين إلا أن يرضخوا لكل أمر كبير أو صغير، يصدر من فمه الحلو المرير.
وكان للحب عند الأغارقة والرومان مكانة عظيمة، ومنزلة سامية، يقدسونه تقديسا، ويعبون من كأسه مترعة.
Неизвестная страница