ومع كل، فالرجل العفيف الشجاع هو الذي يحب حبا صادقا، وإنه العفيف الشجاع، هو الذي يعرف الإخلاص في حبه. فما الإخلاص إلا لون من ألوان الحب العنيف، وهو يبدو لنا في حلة من الطموح وحب الرفعة.
ويحدثنا نابليون عن الإخلاص في الحب فيقول: «إني واثق تمام الثقة من أنه لا يوجد في العالم من يحبني أو يخلص لي. فطالما لي القوة والسلطان والملك، يكثر من يدعون مودتي تزلفا وتملقا، فإذا خمدت ريحي انفضوا من حولي.»
ويعارض «جوستاف لوبون» فكرة الإخلاص في الحب إذ يقول: «لو صح للنساء الإخلاص في الحب، لفقدن سلطانهن على الرجال.»
وهكذا يرى جوستاف أن الحب لا يعيش إلا على الكذب والنفاق. •••
وهناك من يربط بين الحب والصداقة، ويعتقد أن الصداقة بين الرجل والمرأة ضرب من الحب العاجز.
ويفرق الفيلسوف ديكارت بين الحب والصداقة بقوله: «الحب أعمق، ولكن الصداقة أوسع.»
بل إننا نراه يزيد على ذلك أن الصداقة برغم كونها لونا من ألوان الحب، فإنه يغلب عليها طابع التضحية، بينما يغلب على الحب طابع الغيرة والأنانية؛ إذ «قد تسعى الصداقة إلى أن تكون حبا، أما الحب فلا يرضى أبدا أن يتطور إلى صداقة.»
ومن هنا يتضح السبب في كون المرأة أبرع من الرجل في الحب، ولكنه أبرع منها في الصداقة.
وتختلف الآراء في تفسير نظرة الرجل إلى الحب، ونظرة المرأة إليه.
فهناك من يرى أن الحب من قلب المرأة العاقلة كاللؤلؤ في المحيط، لا يناله إلا الغواص الماهر.
Неизвестная страница