Хоббит и философия: когда гномы, волшебник теряются и заблудятся
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Жанры
هنا يشير أوليه لماذا أراد أن يخلق الأقزام من الأساس؛ فقد كان يعتقد أن العالم قد يستفيد من وجود بعض المخلوقات الأخرى القادرة على الاستمتاع بجماله. ونظرا لتلك النية الطيبة كليا من جانب أوليه، لا يدمر إيلوفاتار الأقزام، بل يتركهم ليصبحوا أحد أجناس الأرض الوسطى.
قارن دافع أوليه بدافع سارومان حين يخلق الأخير سلالة محسنة من الأورك الخارقين المقاومين للشمس (أورك-هاي)، وسيمكنك حينها أن ترى بوضوح الفرق بين الإبداع الأخلاقي والرغبة غير الأخلاقية في السيطرة والفساد. إن أوليه يريد فقط أن يخلق بدافع من الإيثار الإبداعي والمتعة، أما سارومان «بعقله المخلوق من معدن وعجلات»، فيريد الهيمنة مهما كان قبح مخلوقاته.
15
من السهل إذن أن ترى أن التقدير الجمالي والمهارة الفنية يعدان مؤشرات أخلاقية إيجابية في عالم «الهوبيت». ويرتبط هذا برؤية القديس أوجستين للفضيلة بوصفها «ترتيبا صحيحا للأشياء المحبوبة».
16
ويبدو أن تولكين، العليم جيدا بالتقليد الذي ساهم فيه أوجستين، يتفق مع الرأي القائل بأن الأشخاص الطيبين (والهوبيت الطيبين، والأقزام الطيبين، والفالار الطيبين) يقدرون الفن الجيد، بينما تفتقر الكائنات الشريرة إلى الإحساس بالجمال. ولعل أفضل مثال لهذا من «الهوبيت» ما يقوله ثورين عن التنانين في أول لقاء له مع بيلبو:
إن التنانين تسرق الذهب والجواهر، كما تعلم، من البشر والجن والأقزام، أينما استطاعت أن تجدهما؛ وتحرس غنيمتها ما دامت حية (وهو ما يعني عمليا أبد الدهر، ما لم تقتل)، ولا تستمتع ولو بخاتم نحاسي منه، بل إنها قلما تميز العمل الجيد من السيئ، مع أنها عادة لديها فكرة جيدة عن قيمة السوق الحالية، ولا تستطيع أن تفعل شيئا بأنفسها، ولا حتى إصلاح جزء صغير تالف من درعها.
17
لا تستطيع التنانين تقدير جمال أي شيء، ولا يمكنها أن تصنع أي شيء أو حتى تصلح جزءا في دروعها. وهذا مهم على نحو خاص بالنسبة لبيلبو؛ لأنه هو الشخص الذي يقوم بتحديد مكان الثقب في درع سموج ويبلغ به طائر الدج، الذي يبلغ به بارد بعد ذلك الذي يقوم بدوره بقتل التنين بتصويب سهم نحو الثقب، الذي أهمل التنين إصلاحه نظرا لعجزه عن الإبداع الفني. والكتاب بالكامل يرتكز على الحقيقة البسيطة الخاصة بأن التنانين ليس لديها أية مهارة فنية ولا تعبأ حقا بالجمال، بل تعبأ فقط بامتلاك الثروة المادية.
ثمة شخصيات عديدة في «الهوبيت» تبتلى بداء التنين، المتمثل في اشتهاء مسعور ناشئ عن سحر لكنز التنين؛ من بينها حاكم مدينة التنين، الذي منح جزءا لا بأس به من ذهب الجبل لإعادة بناء المدينة، ولكنه يهرب به و«يموت جوعا في الخراب».
Неизвестная страница