Партия Хашими и основание Исламского государства
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Жанры
شقيا ولم أبعث بفحش ومأثم
ويقول «جواد علي» ما نصه: «وفي أكثر ما نسب إلى هذا الشاعر من آراء ومعتقدات، ووصف ليوم القيامة والجنة والنار؛ تشابه كبير وتطابق في الرأي جملة وتفصيلا، لما ورد عنها في القرآن الكريم، بل نجد في شعر أمية استخداما لألفاظ وتراكيب واردة في كتاب الله والحديث النبوي قبل المبعث، فلا يمكن - بالطبع - أن يكون أمية قد اقتبس من القرآن؛ لأنه لم يكن منزلا يومئذ. وأما بعد السنة التاسعة الهجرية، فلا يمكن أن يكون قد اقتبس منه أيضا؛ لأنه لم يكن حيا؛ فلم يشهد بقية الوحي! ولن يكون هذا الفرض مقبولا في هذه الحال ... ثم إن أحدا من الرواة لم يذكر أن أمية ينتحل معاني القرآن وينسبها لنفسه. ولو كان قد فعل لما سكت المسلمون عن ذلك، ولكان الرسول أول الفاضحين له.»
51
وهذا - بالطبع - مع رفض فكرة أن يكون شعره منحولا أو موضوعا من قبل المسلمين المتأخرين؛ لأن في ذلك تكريما لأمية وارتفاعا بشأنه، وهو ما لا يقبل مع رجل كان يهجو نبي الإسلام
صلى الله عليه وسلم
بشعره، ولا يبقى سوى أنه كان حنيفيا مجتهدا استطاع أن يجمع من قصص عصره، وما كان عليه الحنفاء من رأي في شعره، خاصة مع ما قاله بشأنه ابن كثير: «وقيل إنه كان مستقيما، وإنه كان أول أمره على الإيمان، ثم زاغ عنه.»
52
ولا ريب أن الاستقامة تفرز الاستقامة وتلتقيها، وربما كتب ما كتب إبان هذه الفترة التي يحددها لنا ابن كثير، ولا ريب أنها كانت قبل البعثة النبوية؛ لأنه بعده - ولا شك - زاغ عن إيمانه واستقامته؛ إذ رأى الملك والنبوة يخرجان من بين يديه؛ بعد أن أعد نفسه لهما طويلا.
ظهور النبي المنتظر
يتأكد مما سبق أن قدسية الكعبة، وتحريمها، ثم تحريم شهور محددة لانطلاق قوافل التجارة، وحج العرب إليها؛ قد جسد - رمزيا - مكانة مكة القيادية بالنسبة إلى القبائل العربية على الجانب السياسي، وكان تحريمها ضمانا آخر لتقديسها، وأمانا من مطامع من يريد السيطرة عليها من القبائل الأخرى، مع ما أضافته بئر زمزم وقصتها مع عبد المطلب من قدسية أخرى؛ تضاف إلى لبنات الأيديولوجيا الدينية المتنامية التي بلغت أوجها في توحيد القبائل على شعائر محددة تقام في مكة، حددت نوع الولاء، ونوع العبادة؛ مما حمل في رحمه بذور الوحدة السياسية المقبلة التي ارتهنت بولاء القبائل لسلطان مكة. وعندما جاء دين الإسلام العظيم، لم يلغ شعائر الحج القديمة ولا حرمة مكة، وإنما أخذ على عاتقه محاربة العصبية القبلية وتعدد الآلهة، ثم اعتبر ذاته من جهة أخرى استمرارا لدعوة إبراهيم (عليه السلام). كما كان واضحا أن النبي
Неизвестная страница