============================================================
كتاب الحيل فى الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب ألا ترى أن المختلس (181) يدمن الرمى فى موضع فيصيب فيه حاجته؛ فإذا انتقل إلى موضع غيره ذهبت اصابته . والرمى إنما وضع على أساسه وحمد عاقبته للعدو والصيد.
فإذا كان المختلس يحتاج إلى الإعتماد والإدمان على الشىء فى الموضع الواحد؛ فأين يجوز له الاعتماد على العدو والصيد وهو لاينال حاجته منهما إلا جربة واعتماد ؟! فقد بطل مذهب المختلس وعلمنا أن اصابته إذا غير عن موضعه اتفاق ربما كان.
وإنما أتعبت الأساورة (18) أنفسها؛ ليظفروا بالرمى متى طلبوه فى كل الأوطان.
وقد علموا - الأساورة- أنهم يدركون بالإختلاس فى الحرب التى وضع لها الرمى لأتبعوه؛ فقد كان أقل تعبا عليهم وأهون . ولكن عرفوا فضل الصنيع ؛ ال فا صيروا على شدته؛ لما فيه من حسن العاقبة: ل وقد يرى المختلس إذا ترك الرمى لم ترجع إليه اصابته التى كانت فى يده قبل تركه حتى يدمن الإدمان الشديد.
(187) الإختلاس : مأخوذ من اختلاس السارق، لأنه لا يكاد يرى، وهو على أربعة أوجه : الأول أن يمد الرامى السهم إلى آن يبقى منه مقدار نصف قبضة أو أقل قليلا، ثم يختلس ما بقى من السهم وأطلق، وبذلك يكون الرامى قد جمع بين المد فى الأول والاختلاس فى الآخر. والثانى : الاختلاس باليدين جميعا من الابتداء (حتى إذا استوى الى نصف المفصل إلى المقبض اطلق.. ومنهم من قال : أنه إذا سكن اختلس باليدين جميعا) نهاية السؤل ج1ق 40 -41، بيل عبد العزيز: نفس المصدر ج1، ق 40، ح 1.
(188) يقال سموا بنلك لأن (الرجل إذا أحذق فى هذا الرمى وأحكمه وقام على قوسه فرمى الرمى المتماطر عشرة نشابات فى العلامة قلده الملك طوقا من ذهب فى عنقه) الواضح ق 18 -19. أما ل فى لسان العرب فالأسوار : "قائد الفرس . وقيل : هو الجيد الرمى بالسهام ، وقيل : هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، والجمع: أساورة وأساور.
Страница 96