============================================================
3 كتاب الحيل فى الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب اوثبت فى موضعه، ووقف على تعبئته، حتى يرى منهم ويبدو له (1) فيهم الفرصة؛ فلا يؤخرهم بعدها ولايمهلهم عندها.
الاوان كروا وعادوا بعد الفرار والتطارد، استعملوا الرشق فيهم، ووضعوا يديهم على دوابهم؛ فإن ذلك محجبة لهم عن الإقدام عليهم ونكول بهم عن الوصول إليهم . وإن كان: الطمع فيهم ممكن، والحيلة فيهم قوية، والفرصة فيهم بينه ، والجمع لهم(2) مقاوم، والإقران إليهم منقلب ، دنوا منهم دنوا (3) قريبا بالرجالة والخيل من ورائها، وقد أعدوا خيلا كثيفة لهم بأس ونجدة. ثم حملوا عليهم حملة واحدة من قرب بالرماح التامة، يركبونهم فى أول دفعة، لايفارقون بعدها أدبارهم، يحوشونهم بالرماح حتى لا يجدوا مهلة لرمى ولا فرجة لعطف.
ال و الجمهور من وراء الخيل على تعبئتها، والرجالة أمامها حرزا لمن خلفها وعدة لمن أمامها.
اباب فى قتال الترك(4): الاان كانت للترك المولية وقفة ، بادرت الرجالة إلى نحوها، وأحرزت خيلها ال من وراء ظهورها . وإن لم تول فى أول حملة الخيل عليها دنت الرجالة منها فشغلت وجوهها عن ركوبها الخيل عند تحيزها . فإن رأت الخيل بعدها اعادة الحملة عادت لها، وإن لم ترذلك انكمشت مع الجمهور فى الزحف والإكباب على مقارعة عدوها، مع قيام الطليعة والنافضة فى نواحى العسكر بما عليه، لوكينونة أصحاب الحواثى على تثتير وتيقظ ، لثلا يفاجيها من العدو ما يذهبها.
(1) (لهم) فىم ، والصيغة المثيتة من ت ،ع.
(2) (بهم) فىم، والصيغة المثبتة من ت ، ع.
(3) (دلوا) فىع - وهو خطأ - والصيغة المثبتة من ت ، م .
(4) عن الحروب ومذاهب الأمم فى ترتيبها أنظر - أيضا - مقدمة ابن خلدون ص 226 : 233، الهرثمى : ختصر سياسة الحروب ص 17 ، الكرودى : كشف الغمةق ل
Страница 374