История праведных халифов: завоевания и политические достижения
تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية
Издатель
دار النفائس
Номер издания
الطبعة الأولى ١٤٢٤هـ
Год публикации
٢٠٠٣م
Жанры
فقال: "قتل العنسي، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين" قيل: من قتله؟ قال: "فيروز، فاز فيروز"١، وفي رواية أخرى نقلًا عن عمر بن شبة أن خبر موت العنسي وصل إلى المدينة بعد أن قبض رسول الله، فأمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل العنسي في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة؛ وكان أول فتح أتى أبا بكر، وهو في المدينة٢.
والراجح أن مقتل الأسود العنسي تم قبل وفاة النبي بيوم أو بليلة، وورد الخبر من السماء بذلك، وأعلم أصحابه به، ولكن الرسل وصلت في خلافة أبي بكر في "آخر شهر ربيع الأول عام ١١هـ/ شهر حزيران عام ٦٣٢م"٣.
ومهما يكن من أمر، فقد استقر الوضع الداخلي في اليمن بعد مقتل الأسود العنسي، وتراضى المسلمون على معاذ بن جبل، فصلى بهم في صنعاء، حتى إذا جاء خبر موت النبي عم الاضطراب مجددًا ربوع اليمن، وسنتناول أسباب ذلك، ونتائجه في موضعه من جهاد أبي بكر أهل الردة؛ لأنها تتخطى الأسود العنسي وثورته ومقتله.
مسيلمة بن حبيب الحنفي، مسيلمة الكذاب ٤:
لم يكن الأسود العنسي الوحيد الذي ادعى النبوة، فقد تكرر مثل هذا الادعاء في اليمامة بين اليمن، ونجد قرب البحرين في قبائل بني حنيفة على يد مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب، وذلك في السنة العاشرة للهجرة، وقد عد من أشهر المتنبئين وأخطرهم، وكانت اليمامة تشبه المدينة في تركيبتها إلى حد بعيد.
كان مسيلمة قبل ادعائه النبوة يتجول في الطرقات، يطوف في الأسواق التي كانت بين دور العجم، والعرب مثل الأبلة٥ وبقة٦، والأنبار٧ والحيرة٨، يلتمس
١ تاريخ الطبري: ج٣ ص٢٣٦. ٢ المصدر نفسه: ص٢٤٠. ٣ المصدر نفسه: ص١٨٧. ٤ كان اسمه مسلمة، وصغره المسلمون تحقيرًا له. ٥ الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى، في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة، الحموي: ج١ ص٧٧. ٦ بقة: اسم موضع قريب من الحيرة، المصدر نفسه ص٤٧٣. ٧ الأنبار: مدينة على الفرات غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ، وكانت الفرس تسميها فيروز سابور، المصدر نفسه: ٢٥٧. ٨ الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف، وكانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من عهد نصر، ثم من لخم النعمان وآبائه، وكان عمرو بن عدي بن نصر اللخمي أول من اتخذها منزلًا، من الملوك، وهو أول ملوك اللخميين من آل نصر، المصدر نفسه: ج٢ ص٣٢٨- ٣٣١.
1 / 50