192

История ислама - Издание Тадмури

تاريخ الإسلام - ت تدمري

Исследователь

عمر عبد السلام التدمري

Издатель

دار الكتاب العربي

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

Место издания

بيروت

Жанры

عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ ضِمَادٌ مَكَّةَ، وَهُوَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيَاحِ [١] فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ سُفَهَاءِ النَّاسِ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ:
آتِي هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَهُ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ: فَلَقِيتُ مُحَمَّدًا فَقُلْتُ:
إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيَاحِ، وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدَيَّ مَنْ يَشَاءُ، فَهَلُمَّ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ الْحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله، أمّا بعد، فقال: [٢] والله لقد سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ [٣]، فَهَلُمَّ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ لَهُ:
«وَعَلَى قَوْمِكَ» فَقَالَ: وَعَلَى قَوْمِي. فَبَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِ ضِمَادٍ. فَقَالَ صَاحِبُ الْجَيْشِ لِلسَّرِيَّةِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمْ قَوْمُ ضِمَادٍ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [٤] .
إِسْلَامُ الْجِنِّ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَرًا من الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ٤٦: ٢٩

[١] في صحيح مسلّم «الريح»، وفي النهاية لابن الأثير «إنّي أعالج من هذه الأرواح»، والأرواح أو الريح كناية عن الجنّ.
[٢] في المنتقى لابن الملا «فقال ضماد» .
[٣] في حاشية الأصل و(ع) «ولقد بلغن قاموس البحر» وفي روآية «ناعوس» . ولفظ «قاموس» هو المشهور في روآيات الحديث في غير صحيح مسلّم. وقال القاضي عياض: أكثر نسخ صحيح مسلّم وقع فيها «قاعوس» . قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه، وقال ابن دريد:
لجّته. وقال صاحب كتاب العين: قعره الأقصى. (انظر: صحيح مسلّم) .
[٤] صحيح مسلّم (٨٦٨) كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة ٢/ ١٠، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١/ ٦٠٤- ٦٠٥، وفيه: أخرج هذه القصة أيضا الإمام أحمد في مسندة برقم ٢٧٤٩ وأخرجها أيضا النسائي في السنن، وأبو نعيم في دلائل النبوّة برقم ١٨٧ بتحقيق قلعة جي وعبّاس.

1 / 197