157

История андалузской литературы (Эпоха господства Кордовы)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Издатель

دار الثقافة

Издание

الأولى

Год публикации

١٩٦٠

Место издания

بيروت

Жанры

نفي أو هاجر من قرطبة، فشفاعة الناس فيه كانت ضررا وبيلا عليه. والثاني ان الرمادي لم يمت في أواخر أيام المنصور بل من المؤكد ان العمر امتد به، فشهد عهد المظفر وحضر الفتنة، قال صاحب المطمح في أسجاعه: " وتمادى بأبي عمر طلق العمر، حتى افرده صاحبه ونديمه، وهريق شبابه واستشن أديمه، ففارق تلك الأيام وبهجتها، وأدرك الفتنة فخاض لجتها، وأقام فرقا من هيجانها، شرقا بأشجانها، لحقته فيها فاقة نهكته، وبعدت عنه الإفاقة حتى أهلكته " (١) . ومعنى هذا الكلام انه كبرت سنه، وأدرك عام ٤٠٠هـ وافتقر في أواخر أيامه، وهذا يصدقه قول ابن بشكوال انه توفي يوم عيد العنصرة (٤حزيران) سنة ٤٠٣، وكان حينئذ فقيرا معدما، ودفن بمقبرة كلع (٢) .
شعره
شعره كثير، متعدد الفنون، كسب له شهرة عامة في عصره بين الخاصة والعامة، ونفق به عند الكل حتى كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون فتح الشعر بكندة وختم بكندة، يعنون امرأ القيس والمتنبي والرمادي (٣)، لأن الرمادي كندي النسبة أيضًا، ومعاصر للمتنبي. وليس لدينا خبر يفيد ان شعره كان مجموعا في ديوان، ولكن نقل بعضهم عن الرمادي عددا من قصائده مباشرة، منها ما نقله ابن عبد البر؟ كما تقدم - ومنها سبع قصائد انشدها أبو بكر بن الفرضي رواية عن الرمادي، هذا عدا ما ضمنه من شعره كتاب " الطير " الذي رآه الحميدي.

(١) المطمح: ٧٠
(٢) الصلة: ٦٣٨، وانظر المطرب أيضًا: ٤ وذكرت المصادر ابنين من أبناء الرمادي هما احمد وعلي وكلاهما شاعر إلا أن الثاني اشهر من الأول (انظر التكملة: ١٨ - ١٩) .
(٣) الجذوة: ٣٤٦

1 / 161