154

История андалузской литературы (Эпоха господства Кордовы)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Издатель

دار الثقافة

Издание

الأولى

Год публикации

١٩٦٠

Место издания

بيروت

Жанры

ويبدو أن الحكم لم يصغ إليه ولا عطفته أشعاره عليه، وانه ربما أطلق بعد وفاته.
وغادر قرطبة إلى شنترين بغرب الأندلس، وواليها يومئذ فرحون ابن عبد الله بن عبد الواحد، فأمر بإنزاله فقصر به متولي ذلك، فكتب إليه الرمادي (١):
أيها العارض والمهدي لمستسقيه وبلا ... حين لا يهدي إذا ما استسقي العارض طلا ... قائدا اجنت مغازيه العدى سبيا وقتلا ... ان ضيفا قاصدا قلت له أهلا وسهلا ... ما له فرش على الأرض سوى وجه مصلى ... فأنا لولا [] الوعد سهلا ... لم تجد عيني لنوم بمبيت السوء كحلا ... فوردت الأبيات على فرحون وهو خارج إلى الغزو، فخجل من ذلك وأمر له بما طلب، وقرن بذلك جارية وكتب إليه معتذرا مما حدث.
وكان من ممدوحيه في هذه الفترة ابن القرشية وهو عبد العزيز بن منذر أخي الحكم المستنصر، وله فيه قصيدة ذكرها حبيب العامري في كتابه " البديع في فصل الربيع " لأنه وصف فيها الأزهار، ومنها (٢):
تأمل بإثر الغيم من زهرة الثرى ... حياة عيون متن قبل التغيم
كأن الربيع الطلق أقبل معربا ... بطلعة معشوق إلى عين مغرم
تعجب من غوص الحيا في حشا الثرى ... فأفشى الذي فيه ولم يتكلم

(١) الحلة: ١٢٩
(٢) الحلة: ٦٠

1 / 158