135

История андалузской литературы (Эпоха господства Кордовы)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Издатель

دار الثقافة

Издание

الأولى

Год публикации

١٩٦٠

Место издания

بيروت

Жанры

ومن قصائده في رثاء ابنه الطفل (١):
على مثلها من فجعة خانني الصبر ... فراق حبيب دون أو بته الحشر
ولي كبد مشطورة في يد الأسى ... فتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطر
يقولون لي صبر فؤادك بعده ... فقلت لهم: ما لي فؤاد ولا صبر
فريخ من الحمر الحواصل ما اكتسى ... من الريش حتى ضمه الموت والقبر
إذا قلت أسلو عنه هاجت بلابل ... يجددها فكر يجدده ذكر
وانظر حولي لا أرى غير قبره ... كأن جميع الأرض عندي له قبر وفي أواخر عمره أصيب بالفالج، ولما توفي سنة ٣٢٨هـ (قبل قدوم القالي بعامين) تجمع في جنازته جمع عظيم وتكاثر الناس تكاثرا راع يحيى بن هذيل، وكان يومئذ صغير السن، فسأل: لمن هذه الجنازة؟ فقيل له لشاعر البلد، (٢) وفي هذا دليل بين على ما كان يتمتع به هذا الشاعر من مكانة في قرطبة، وقد أثر ذلك في نفسية اليافع يحيى بن هذيل، فاتجه إلى دراسة الأدب، ليحرز مثل مكانة ابن عبد ربه.
صلته بأمراء عصره (٣)
كان عمره حين توفي الأمير محمد (٢٧٣) سبعة وعشرين عاما، ويبدو أن صلته به لم تكن وثيقة، لأنه يروي صفاته عن أستاذه بقي بن مخلد، فلما تولى المنذر إمارة الأندلس أصبح من شعرائه المقربين، وله فيه قصيدة طويلة بقي منها البيتان (٤):

(١) العقد ٣: ٢٥٨
(٢) الجذوة: ٣٥٨
(٣) في هذه الفقرة عرض لبعض مدائح ابن عبد ربه، جاءت متفرقة في المصادر، وليس فيها إلا هذا، فيستطيع القارئ أن يغفلها إذا شاء.
(٤) ابن خلكان (ترجمة رقم: ٤٥)

1 / 139