Осада Трои: От Илиады Гомера
حصار طروادة: من الإلياذة لهوميروس
Жанры
وأوى من أفلت من الطرواديين المندحرين إلى المدينة، يتحصنون بأسوارها، ما عدا هكتور الذي ظل واقفا إلى جوار السور، وقد أسند إليه درعه.
وصاح به أبوه الملك برياموس، يحذره عاقبة البقاء خارج الأسوار؛ فقد كان الرجل يشهد حلة أخيليوس البراقة المتوهجة من بعيد، ويدرك أنه يلح في البحث عن هكتور، وأنه يوشك أن يقترب من الأسوار فيلقاه، فيحدث ما لا تحمد عقباه.
لكن هكتور لم يعر تحذير أبيه الملك أذنا مصغية، ولم يستجب لنداء قلبه الأبوي، الذي تشق عليه التضحية بأحب أبنائه إليه. فظل - على عناده - واقفا في شموخ لا يتحول عن مكانه، يترقب وصول أخيليوس، وكأنما يتعجله. وما إن أبصره في حلته الحربية اللامعة المتوهجة يزهو بها، ويتيه كأنه إله الحرب نفسه، حتى طارت نفسه شعاعا، وود لو أمكنه الفرار من أمامه، واللحاق بإخوانه داخل الأسوار. وما أثبته في مكانه إلا خشية العار، فتماسك وأظهر الشجاعة، وتحدى أخيليوس في صوت عالي النبرة - يستر به ضعفه وخوفه - أن ينازله.
ورمى أخيليوس رمحه فأخطأ هدفه، ورمى هكتور فانزلق رمحه فوق درع أخيليوس العظيم، وقد انشطر شطرين. حينئذ هاج هكتور هياجا عنيفا، واستل سيفه من غمده، وهجم على أخيليوس، الذي عاجله بضربة سيف في عنقه، أردته قتيلا.
وما إن سقط هكتور على الأرض جثة هامدة حتى اعتلى أخيليوس صدره، قائلا له: «هكذا أيها الطروادي المتغطرس تكون نهايتك .. وما كان لي أن أتركك تستمتع بقتلك باتروكلوس أكثر من يوم واحد.»
وفي صوت متحشرج، توسل هكتور لأخيليوس أن يترك جسده لأصدقائه، يوارونه الثرى، فنهره أخيليوس قائلا: «لا تتحدث عن مواراة جسدك، فلن تستطيع قوة في الأرض أن تثنيني عن إلقائه طعاما للكلاب.»
وفي صوت ضعيف متهالك، قال هكتور: «أعرف أنه لن تثنيك قوة عن عزمك، ولن تحملك على تغيير رأيك، ولكني أحذرك غضب الآلهة؛ فلن تلبث طويلا حتى يظفر بك باريس ويجندلك صريعا، على الرغم مما يملأ إهابك من زهو وغرور!»
وقضى هكتور نحبه، فخلع أخيليوس العظيم حلته الحربية اللامعة المتوهجة، وأمر الجنود الإغريق بحمل جثمان هكتور، والعودة به إلى المعسكر، حتى يرى فيه رأيه.
لكن برياموس الملك العجوز - وقد هده الحزن على ابنه الحبيب - تجاسر فيما بعد، وسعى بنفسه إلى معسكر الإغريق، والتقى أخيليوس العظيم، ورجاه أن يدفع إليه جثة هكتور - أحب أبنائه إليه - ليقوم بمراسم دفنه كما يليق.
وراقت أخيليوس العظيم شجاعة برياموس، التي استمدت قوتها من الحزن العنيف، وأشفق على الملك العجوز، فلم يتردد في تلبية رغبته، وإجابته إلى طلبته، تقديرا لجرأته وشجاعته، حتى يحظى هكتور البطل بإقامة الطقوس الجنائزية الملائمة، ويشيع بما يليق ومكانته السامية.
Неизвестная страница