Осада Трои: От Илиады Гомера
حصار طروادة: من الإلياذة لهوميروس
Жанры
ثمل باتروكلوس بما تحقق له من نصر، فقاد المورميدونيين يتعقب الطرواديين، حتى بلغ أسوار طروادة، وبدا كأن أحدا لا يستطيع أن يحول بينه وبين اقتحام المدينة وتدميرها. ولكن الوقت لم يكن قد حان بعد لسقوطها، فوقف إله الشمس أبوللو، واعترض طريق باتروكلوس، ومنعه من أن يتسلق الأسوار، ويقتحم المدينة، وصاح فيه: «أي باتروكلوس العظيم، عد من حيث أتيت، فلا سبيل أمامك للفوز بطروادة. إنك لن تستطيع اقتحامها، لا أنت ولا حتى أخيليوس نفسه، وهو - كما تعلم - أشد منك بأسا، وأكثر قوة؛ ذلك أن الآلهة لا تريد ذلك.»
ولم يجد باتروكلوس مفرا من الإذعان لمقالة رب الشمس، والخضوع لأمره، ولم يعد في وسعه غير العودة إلى السهل القريب من المدينة.
الفصل السابع
ضياع الحلة الحربية
كادت الحيرة تعصف بعقل هكتور، وهو واقف هناك بجوار أسوار طروادة، تتقاذفه الأفكار: هل يخرج لقتال الإغريق في السهل أم ينكفئ على نفسه، ويعتصم بالأسوار هو وجيشه؟ وما أخرجه من حيرته إلا الإله أبوللو، الذي تقمص صورة صديق لهكتور، وزين له الخروج قائلا له: «إن أبوللو يطلب منك أن تخرج لقتال الإغريق، ويعدك بالمعاونة، ولن يسمح لهم بالانتصار عليك.»
عندئذ فارقته الحيرة، ونزلت عليه السكينة، وانطلق وجيشه من ورائه لملاقاة الإغريق في السهل، حيث دارت رحى المعركة.
وما إن لمح باتروكلوس هكتور حتى قفز إلى الأرض من العربة، وفي يده اليسرى رمحه، يهزه ملوحا به، ومتوعدا غريمه. وكذلك أسرع هكتور بالنزول من عربته، ممتلئا ثقة بوعد أبوللو له. واحتدم الصراع بين الرجلين، كل منهما يود أن يفتك بصاحبه فتكا ذريعا. وراح باتروكلوس يداهم هكتور بقوة وشجاعة، وهكتور يداوره ويناوره، ويفاجئه بضربات قوية، ولكنها لا تبلغ منه شيئا. وإذا بأبوللو يهب لحسم النزاع، فيضرب باتروكلوس على رأسه ضربة عنيفة شديدة، أطارت خوذته، وجعلتها تهوي إلى الأرض .. هذه الخوذة التي لم تعرف من قبل إلى الأرض طريقا؛ لأنها كانت دائما فوق رأس أخيليوس الذي لا يقهر. لقد كانت ضربة أبوللو عنيفة شديدة جعلت باتروكلوس يحس كأن الأرض تدور به، كما جعلت جسمه يترنح من شدة الدوار، مما أتاح الفرصة لهكتور أن يعاجله بضربة أخرى أودت به. وسقط على الأرض يلفظ آخر أنفاسه. ولم يمهله هكتور، وإنما اعتلى صدره، وهو يقول: «أي باتروكلوس، منذ قليل كنت تحسب أنك ستقهر طروادة، وتسوق نساءنا سبايا ذليلات إلى بلادكم، وها أنت ذا الآن ترقد جثة هامدة لا حراك بها. حقا لقد كان أخيليوس أبعد ما يكون عن الحكمة حين أرسلك لقتالنا!»
وفي صوت خفيض متحشرج، رد عليه باتروكلوس: «أي هكتور، لا تغتبط كثيرا، فإنك ستلحق بي بعد قليل، ولن يدعك أخيليوس غير جثة هامدة بعد قتلي! لقد سلمتني الآلهة لك فريسة سائغة، وعاجلني أبوللو بالضربة التي أودت بي، فالفضل في قتلي يرجع له لا لك. ما كنت أبدا يا هكتور خائفا أن ألقاك في معركة متكافئة؛ ولكنها إرادة الآلهة! لست أنت الذي قضى علي اليوم، وستلقى جزاءك من أخيليوس.»
ثم أسلم باتروكلوس - البطل الشاب - الروح، بعد أن أبدى في حومة الوغى بطولات رائعة، وقاتل قتالا مجيدا.
ولم يتوان هكتور عن انتزاع الحلة الحربية التي يرتديها باتروكلوس، حلة أخيليوس الذائعة الصيت، ذات الوهج الذي يكاد يخطف الأبصار. وحاول أن يستولي على العربة وجيادها الخالدة، لكن أوتوميدون تقدم مسرعا، ونحى الجياد الخالدة وأنقذها من الاغتصاب، وعاد بها مسرعا إلى أخيليوس العظيم.
Неизвестная страница