٥٢١ قال أبو العباس أحمد بن يحيى: أغزل بيت قالته العرب عندي بسيط:
غراء فرعاء مصقول عوارضها ... تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
٥٢٢ قال أبو علي هذا البيت قيل في الغزل، وإنما يتعلق بوصف النساء، وليس بأحسن بيت ووصف به النساء.
ونتناول ما وصف به النساء في موضعه من هذا الكتاب بحول الله وقوته، بل أغزل بيت قالته العرب عندي قول أبي صخر الهزلي طويل:
فيا حبها زدني جوى كل ليلة ... ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
٥٢٣ أخبرنا علي بن الحسين القرشي قال: أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: أخبرني أحمد بن عبيد قال: أخبرني أبو عبيدة عن يحيى بن عنبسة وعوانة بن الحكم قال: (حضر عند عب الملك الشعراء وأصناف من أشراف العرب، فقال لهم: "أي بيت -فيما أنبأتموني- قالته العرب؟ أغزل؟ وأحسن في النسب؟ وأي بيت أفخر في المديح؟ وأي بيت أفحش في الهجاء؟ " قالوا: "كل ذلك يا أمير المؤمنين مختلف فيه، ولكل حسن من القول وقبيح، فأما أغزل بيت قالته العرب قول امرئ القيس طويل:
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي ... بسهميك من أعشار قلب مقتل
وأما أرق بيت قالته العرب فقول ابن أبي ربيعة خفيف:
حبذا رجعها يديها إليها ... في يدي درعها تحل الأزرارا
حين أهوت نحوي تميس نعيمًا ... ثم مالت فوسدتني السوارا
ثم قامت تمج في فيَّ مسكًا ... خالصًا خالط المدام العقارا
وأما أمدح بيت قالته العرب فقول زهير طويل:
تراه إذا ما جئته متهللًا ... وكأنك معطيه الذي أنت سائله
وأما أفحش بيت قالته العرب فقول الأخطل بسيط:
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمهم بولي على النار
٥٢٤ أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أحمد بن يحيى عن أبي نصر والأثرم عن الأصمعي وعن أبي عمرو بن العلاء قالا: "أغزل بيت قالته العرب قول عمر بن أبي ربيعة رمل:
فتضاحكن وقد قلن لها ... حسن في كل عين من تود
وأظرف بيت قالته العرب قول ذي الرمة طويل:
وتهجره إلا اختلاسًا، نهارها ... وكم من محب رهبة العين هاجر
٥٢٥ أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أحمد بن يحيى وعمر بن شبة ... ٢١قال حدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثني معن قال: حدثني الأصمعي ... قال: خرجت أنا وسليمان مريدين إلى أبيه نتحدث عنده ... ويقدمه ... لكم أن نذهب إليه فنتحدث عنده فجالسناه، وثمة سأله يا أبا محجن: أي بيت سمعته قالت العرب أنسبه؟
قال: قول امرئ القيس طويل:
أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
٥٢٦ أخبرنا علي بن الحسين قال: أخبرنا الحرمي بن أبي العلاء قال: خبرني أحمد بن عبيد بن ناصح عن عوانه٢٣ عن عبد الله بن سليم العذري عن حارس الربان صاحب حرس الوليد بن عبد الملك قال: دعا عبد الملك بن مروان بنيه الوليد وسليمان ومسلمة فاستقراهم فقرأوا فأستنشدهم فأنشدوا أشعارًا لكل: فقال عبد الملك: "عليكم بشعر الأعشى، فإنه أخذ في كل فن فأحسن، ولم يمدح أحدًا إلا رفعه، ولا هجا أحدًا إلا وضعه، مع حلاوة شهرع، وكثرة مائة، وههذا علقمة بن علاثة، كان سيدًا ضخمًا في العدد الكثير، صار خامل الذكر مذ هجاه، وما زال عامر بن الطفيل مذكورًا مذ امتدحه. وهما من أهل بيت واحد" ثم قال: "قد رويتم فأكثرتم، فليأت كل رجل منك بأرق بيت رواه، ولا يستحيي من إنشاده غير مرفث، هات يا وليد! " فأنشده بسيط:
ما مركب وركوب الخيل يعجبني ... كمركب بين دملوج وخلخال
قال: "يا بني! وهل يكون من الشعر أرفث من هذا؟ هات يا سليمان" فأنشده:
حبذا رجعها يديها إليه ... في يدي درعها تحل الأزارار
فقال عبد الملك: "وهذ هذا إلا كالأول! ولقد أساء حيث جعلها تحل أزرارها، هات يا مسلمة فقال طويل:
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
1 / 58