وهنا بحمد الله انتهيتُ إلى ما قَصَدْت، وفرغت من تلخيص ما قدمت وتممت الغرضَ، وأدَّيتُ الواجب المفَرَضَ، لمَّا جلبت...... إلى مُميَّزه، وأجريت الجواد بميدان مُجَوَّزه، مَنْ جيوشُ الإسلام قد خطت بساحته، ورغبت في فيض النَّدَى من راحته، وبلادُ العدو قد أعطته يد الانقياد، لتبلغ منه السُّؤل وتنالَ كل المراد. وقد تاقت إليه تَوقَان الدّنِفِ إلى الأسَاة، والندب إلى المواساة. وهي تحسد أمثالها في أن لاذت منه بالثَّواء، وتود أن لو صافحته في اللقاء، فظفرت منه بالبرء الشافي، والرِّدْء الكافي، والحبيب المصافي.
ثم هو - أَيَّدهُ الله تعالى - يُسرِّحها من عقال الخمول، ويعمها بالخصب بعد المُحُول، ويُنقذها من يد الامتهان بحماته ووفوده، ويجعلها بعد الحضيض في منزلة كيوان بكماته وجنوده. فله العزائم التي تُذعِر الأيام، وتوقظ الخَطْب إذا نام، والشجاعة والكرم لطبيعته حليفان، ولسجيته مصاحبان، والكُرَب بسنانه تتَفَرّج، والأخبار عن ثنائه تتأرّج، والأصوات ترتفع داعية مختلفة، والأيدي تمتد ضارعة مؤتلفة، في أن يُرغم الله مَعاطس الأصنام بصدق جَدِّه، ويُمضي عزائم الإسلام بمضاه حَده.
اللهم مكِّن له في أرضه أوسع التمكين، واشدد وَطْأته على المعتدين، وأيِّد به أحزاب المؤمنين، وبدِّد بجنوده أَوشَابَ الكافرين، واجعلهم لسيوفه الماضية حَصِيدًا خامِدين.
اللهم اكْلأهُ من جوانبِه وجهاته، وأحْي معالم الإيمان بحياته. واحرُسْه في يقْظاته وَسِناتِه عن ... العلية وذاته، وانشر بريح النصر عَذَبَاتِ ألْويته وراياته.
اللهم أَرِهِ الأمل في أهله وأولاده، وحُماته وأجناده، واحطُطْ) رحال (الغبطة لديه، وابسط بالخيرات يديه. إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين) وإمام المرسلين (، وعلى آله وأصحابه وأنصاره البررة الأكرمين. وسلم كثيرًا.
1 / 54