أسلوب الكتابة دون أن يستذله التكلف والسجع، كما تدل مقطعات شعره على حسن التفنن وإحكام الصنعة مع ميل ظاهر إلى الدعابة والتهكم، فمن ذلك قوله:
إذا كان يُؤذيك حرُّ المصيف ... وكربُ الخريف ويردُ الشِّتا
ويُلهيك حُسن زمان الرَّبيع ... فأخذُك للعلم قُلْ لي متى؟
ولننظر إلى قناعة هذا العالم الذي لا يركن إلا إلى سِنَّورٍ أليف، وكتاب لطيف:
وقالوا: كيفَ أنت؟ فقلتُ: خير ... تقضى حاجةٌ وتفوت حاجُ
إذا ازدحمت همومُ القلب قُلنا: ... عسى يومًا يكونُ لها انفراجُ
نديمي هِرّتي وسرور قلبي ... دفاتر لي ومعشوقي السراجُ
ويقال: إنه كان يردد قبل وفاته هذين البيتين:
يا ربّ إن ذنوبي قد أحطتَ بها ... علمًا وبي وبإعلاني وإسراري
أنا الموحد لكني المُقِرُّ بها ... فَهَبْ ذنوبي لتوحيدي وإقراري
ومن أبرز العلوم التي أسهم فيها ابن فارس بنصيب وافر، وكان له فيها جملة مؤلفات هو علم الفقه، وإن لم يبلغ فيه ما بلغه في علوم اللغة من إمامة مجمع عليها.
1 / 9