Мудрость Запада (Часть первая): Исторический обзор западной философии в ее социальном и политическом контексте

Фуад Закария d. 1431 AH
155

Мудрость Запада (Часть первая): Исторический обзор западной философии в ее социальном и политическом контексте

حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي

Жанры

8

التي وضعها أرسطو، وهي القياس، صالحة لتحقيق التقدم في العلم، وبدا من الضروري قيام أداة جديدة، أو أورجانون جديد .

كان أول من عالج هذه الموضوعات صراحة هو فرانسس بيكن

Francis Bacon (1561-1626م) وقد كان بيكن ابنا لحامل الأختام الملكية، وتلقى تعليما قانونيا، ونشأ في بيئة كان من الطبيعي أن تؤدي به إلى العمل في السلك الحكومي، وقد دخل البرلمان وهو في الثالثة والعشرين، ثم أصبح مستشارا للإيرل إسكس

Essex . وعندما أدين إسكس بتهمة الخيانة، انحاز بيكن إلى صف الملكة إليزابيث، على الرغم من أنه لم يفلح أبدا في اكتساب ثقتها الكاملة. ولكن عندما خلفها جيمس الأول على العرش في عام 1603م، بدت له الأمور مبشرة بمزيد من الأمل. وبالفعل ارتفعت مكانة بيكن حتى شغل في عام 1617م منصب أبيه، وأصبح في العام التالي مستشار الملك، ومنح لقب بارون فيرولام

Verulam . ولكن أعداءه تآمروا في عام 1620م للقضاء على مستقبله السياسي، فاتهموه بأنه تلقى رشاوى في قضايا المحكمة الملكية. ولم يعترض بيكن على الاتهام، بل اعترف به، ولكنه دافع عن نفسه بالقول إن الأحكام التي أصدرها لم تتأثر أبدا بالهدايا. وكان الحكم الذي أصدره ضده اللوردات هو تغريمه مبلغ 45 ألف جنيه، وسجنه في برج لندن طوال الوقت الذي يشاؤه الملك، وحرمانه في المستقبل من منصبه السياسي ومقعده في البرلمان. وقد تم تنفيذ الجزء الأول من هذا الحكم القاسي، أما الجزء الثاني فقد اقتصر على احتجازه لمدة أربعة أيام. وأما إبعاده عن العمل السياسي فقد نفذ بالفعل. ومنذ ذلك الحين عاش معتكفا ومتفرغا للكتابة.

كان بيكن، شأنه شأن أقطاب عصر النهضة، متعدد الاهتمامات، فكتب في القانون والتاريخ، واشتهر بمقالاته

Essays ، وهي شكل أدبي كان مونتني

Montaigne (1533-1592م) قد ابتكره في فرنسا منذ وقت قريب. وأشهر كتب بيكن الفلسفية هو «تقدم المعرفة»

The Advancement of Learning ، الذي نشر في عام 1605م، وكتب بالإنجليزية، وهو كتاب يمهد فيه بيكن الأرض لأبحاثه التالية، وهدف الكتاب، كما يوحي عنوانه، هو توسيع نطاق المعرفة وزيادة سيطرة الإنسان على ظروفه وبيئته. أما في المسائل الدينية فقد اتخذ موقفا شبيها بموقف أوكام، فدعا إلى أن يهتم الإيمان والعقل كل بميدانه الخاص دون أن يتعدى أحدهما على حدود الآخر ، والوظيفة الوحيدة التي يعزوها إلى العقل، في الميدان الديني هي استخلاص النتائج من المبادئ المقبولة بالإيمان.

Неизвестная страница