Мудрость Запада (Часть первая): Исторический обзор западной философии в ее социальном и политическом контексте
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Жанры
Legnano
عام 1176م، وعقدت بين الطرفين معاهدة صلح غير مستقر، وقد انضم الإمبراطور إلى الحملة الصليبية الثالثة، ومات في الأناضول عام 1190م.
والواقع أن الصراع بين الكنيسة والإمبراطورية لم ينفع أيا من الطرفين في النهاية، ولكن مدن الدول في شمال إيطاليا هي التي بدأت تظهر بوصفها قوة جديدة، وكانت هذه المدن تساعد البابا بقدر ما كان الإمبراطور يهدد استقلالها. وعندما اختفى هذا التهديد فيما بعد، أصبحت هذه المدن تعمل لحسابها الخاص، وبدأت تتكون فيها ثقافة دنيوية مستقلة عن ثقافة الكنيسة. وعلى الرغم من أنها كانت منتمية اسميا إلى المسيحية، فإن نظرتها العامة كانت متحررة فكريا إلى حد بعيد، وذلك على نحو يماثل ما اتجه إليه المجتمع البروتستانتي بعد القرن السابع عشر، وقد اكتسبت المدن البحرية في شمال إيطاليا أهمية عظمى بوصفها موردة للسفن والمؤن خلال الحروب الصليبية. وإذا كان من الجائز أن الحماس الديني كان إحدى القوى الأصلية التي أسهمت في الحركة الصليبية، فإن الدوافع الاقتصادية القوية كان لها تأثيرها أيضا؛ فقد كان الشرق يبشر بأن يكون مصدرا ضخما للغنائم، والأهم من ذلك أنها غنائم تكتسب في سبيل قضية فاضلة مقدسة، كما أن يهود أوروبا الذين هم في متناول اليد كانوا من جهة أخرى يشكلون هدفا مفيدا للسخط الديني، ولم يكن واضحا لفرسان المسيحية في البداية أنهم إنما كانوا يواجهون في العالم الإسلامي ثقافة أسمى من ثقافتهم بما لا يقاس.
إن الحركة المدرسية تختلف عن الفلسفة الكلاسيكية في أن نتائجها كانت محددة مقدما. فلا بد لها أن تعمل في حدود التعاليم الأصلية للدين. وكان راعيها المقدس بين القدماء هو أرسطو، الذي حل تأثيره بالتدريج محل تأثير أفلاطون. وتتجه هذه الحركة في منهجها إلى اتباع المنهج التصنيفي لأرسطو مستخدمة البرهان الجدلي دون أن تربطه بالواقع إلا في أحوال نادرة. وكان من أهم المسائل النظرية مشكلة الكليات التي قسمت العالم الفلسفي إلى معسكرين متضادين، فقد رأي الواقعيون أن الكليات أشياء، وارتكزوا على آراء أفلاطون ونظرية المثل، أما الاسميون فرأوا أن الكليات مجرد أسماء وارتكزوا على سلطة أرسطو.
ومن الشائع أن تحسب بداية الحركة المدرسية مع روسلان
Roscelin
وهو قس فرنسي كان معلما لأبيلار
Abelard . وقد كان روسلان من الاسميين، وكان يرى - كما قال أنسلم - أن الكليات ما هي إلا نفخة صوت. ومن إنكار حقيقة الكليات انتقل إلى إنكار أن الكل تكون له حقيقته بمعزل عن أجزائه، وهو رأي كان لا بد أن يفضي إلى مذهب صارم في الذرية المنطقية. وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا في موضوع الثالوث إلى نتائج تنطوي على هرطقة، وهي النتائج التي أرغم على التراجع عنها في «ريمز» عام 1092م.
أما أبيلار، الذي ولد عام 1079م فكان مفكرا أهم، وقد درس وعلم في باريس، وبعد أن اشتغل فترة باللاهوت، عاد إلى التعليم في عام 1113م. وإلى هذه الفترة تنتمي علاقته بهيلويز
Heloise ، وهي العلاقة التي أثارت غضبا شديدا لدى عمها، القس فولبير، فأمر بخصي المحب الطائش، ودفع بهما منفصلين إلى سجن تابع للكنيسة، وقد عاش أبيلار، حتى عام 1142م، واكتسب شهرة كبيرة بوصفه معلما. وقد كان بدوره من الاسميين، وقد أوضح، بصورة أدق من روسلان، أننا عندما نستخدم الكلمة محمولا لا نستخدمها بوصفها حدثا، بل لأن لها معنى، فالكليات تنشأ عن التشابه بين الأشياء، غير أن التشابه ذاته ليس شيئا، كما تفترض الواقعية خطأ.
Неизвестная страница