Мудрость Запада (Часть первая): Исторический обзор западной философии в ее социальном и политическом контексте
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Жанры
ففي السياسة كان على استعداد للتغاضي عن الشطط الذي يبديه الأباطرة إذا كان ذلك يخدم مصالحه، أو إذا شعر بأن المعارضة قد تعرضه للخطر. وهكذا فإنه إذا ما قورن برجل مثل أمبروز، يبدو انتهازيا ماكرا. ولقد بذل الكثير من أجل نشر نفوذ الطريقة البندكتية، التي أصبحت نموذجا لمؤسسات الرهبنة، غير أن الكنيسة لم تظهر في عهده إلا احتراما ضئيلا للمعرفة العلمانية، ولم يكن جريجوري استثناء من هذه القاعدة.
الفصل الخامس
الحركة المدرسية
مع انهيار السلطة المركزية لروما، بدأت أقاليم الإمبراطورية الغربية تتردى إلى عصر بربري عانت فيه أوروبا من تدهور ثقافي عام، عرف باسم عصر الظلام، ودام من عام 600 ميلادية حتى عام 1000م تقريبا. وبطبيعة الحال فإن أية محاولة لوضع فترات تاريخية كهذه في تصنيفات محددة المعالم لا بد أن تكون محاولة مصطنعة إلى حد بعيد، ولا يمكن أن يجني المرء من مثل هذه التقسيمات فائدة كبيرة، وقصارى ما يمكنها أن تشير إليه هو إيضاح بعض السمات العامة التي كانت تسود خلال الفترة موضوع البحث؛ لذلك لا ينبغي أن يتصور أحد أن أوروبا قد سقطت فجأة، مع بداية القرن السابع، في هاوية لم تخرج منها إلا بعد أربعة قرون؛ ذلك لأن التراث الكلاسيكي الماضي ظل باقيا على نحو ما، وإن كان تأثيره قد أصبح محدودا ومحفوفا بالأخطار. وكانت الأديرة مركزا لبعض أنواع العلم، ولا سيما في الأركان النائية مثل أيرلندة. ومع ذلك فليس من الخطأ أن نصف هذه القرون بأنها مظلمة، لا سيما إذا قورنت بما جاء قبلها، وما أتى بعدها. وفي الوقت ذاته يحسن بنا أن نذكر أن الإمبراطورية الشرقية لم تشارك بقدر متساو في هذا الانهيار الشامل؛ فقد ظلت قبضة الإمبراطورية في بيزنطة قوية، مما أدى إلى بقاء التعليم مصطبغا بصبغة أكثر علمانية مما ظل عليه في الغرب طوال قرون عديدة. وبالمثل فعلى حين أن الثقافة الغربية تهاوت كانت حضارة الإسلام الفتية القوية، التي ضمت جزءا كبيرا من الهند، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأسبانيا، تصعد إلى أعلى قممها. فإذا مضينا أبعد من ذلك وجدنا حضارة الصين في عهد أسرة تانج
Tang
تشهد عصرا من أزهى عصور الثقافة في تاريخها.
ولكي ندرك السبب الذي جعل الفلسفة ترتبط بالكنيسة إلى هذا الحد الوثيق، ينبغي أن نعرض بإيجاز لأهم خطوط التطور التي سارت فيها البابوية والقوى العلمانية خلال الفترة التي نبحثها ها هنا. فقد كان أهم الأسباب التي أتاحت للباباوات ضمان مركزهم المسيطر في الغرب هو ذلك الفراغ السياسي الذي تركه زوال الإمبراطورية الرومانية. أما البطاركة الشرقيون، الذين كانت سلطة الإمبراطورية تحد من نفوذهم، فلم يكونوا يستجيبون في أي وقت لمطالب أساقفة روما، وانتهى الأمر بالكنائس الشرقية إلى أن سلكت طرقها الخاصة. وفضلا عن ذلك فإن تأثير القبائل الهمجية الغازية في الغرب قد أدى إلى هبوط المستويات العامة للثقافة، التي كانت تسود خلال عصر الإمبراطورية في كافة أرجائها. وهكذا أصبح رجال الدين الذين حافظوا على ما تبقى من آثار العلم، جماعة مميزة تستطيع القراءة والكتابة؛ ولذلك فإن رجال الدين هم الذين أسسوا المدارس وأشرفوا عليها عندما دخلت أوروبا بعد بضعة قرون من الصراع، مرحلة أكثر استقرارا. وظلت الفلسفة المدرسية بلا منافس حتى عصر النهضة.
لقد كانت البابوية في أوروبا الغربية تسير خلال القرنين السابع والثامن في طريق محفوف بالأخطار بين القوى السياسية المتنافسة للأباطرة البيزنطيين والملوك البرابرة. وكان الارتباط باليونان أفضل في بعض النواحي من الاعتماد على الغزاة؛ فقد كانت سلطة الأباطرة على الأقل، مرتكزة على أسس شرعية، على حين أن حكام القبائل الغازية قد استولوا على السلطة بالقوة. وفضلا عن ذلك فإن الإمبراطورية الشرقية حافظت على المقاييس الحضارية التي كانت سائدة عندما كانت روما في أوج عظمتها، فاحتفظت على هذا النحو بقدر من تلك النظرة الكلية الشاملة التي كانت تقف على طرفي نقيض مع القومية الضيقة الأفق السائدة لدى البرابرة. ولنضف إلى ذا أن القوط واللومبارديين كانوا حتى عهد قريب يدينون بمذهب الأريانية، على حين أن بيزنطة كانت متمسكة - مع تفاوت في الدرجة - بأصول العقيدة، حتى على الرغم من رفضها أن تنحني أمام السلطة الكنسية لروما.
ومع ذلك فإن الإمبراطورية الشرقية لم تعد بالقوة التي تكفي للاحتفاظ بسلطتها في الغرب؛ ففي عام 739م قام اللومبارد بمحاولة فاشلة لغزو روما، فحاول البابا جريجوري الثالث الاستعانة بالفرنجة
Franks
Неизвестная страница