Арабские народные сказки
الحكايات الشعبية العربية
Жанры
فكما أوضحنا عادة ما تقوم السمكة، أو عروسة البحر، في التنويعات المصرية والشامية، بدور اختبار طويل لعشيقها أو زوجها، ينتهي في النصوص المصرية بنهاية مشئومة محققة، على غير ما درجت عليه الحكاية الخرافية - خاصة السودانية - في عمومها، من تأكيد صيغ التفاؤل والختام البهيج.
فالحكاية المصرية - على عكس نظيرتها السودانية - الأقرب من حيث جزئية اقتران البطل بزوجة قردة، إلى ما يقرب بها إلى الطوطمية منها للحكاية الخرافية، بالإضافة إلى السمة الغالبة للنهاية السودانية السعيدة.
وقبل الغوص في المقارنات التشريحية العربية، نعود إلى مدخلنا الإلمامي العام لحكايات التحولات هذه.
فمثل هذه الحكايات الخرافية التي تهدف نهايتها الوعظية التعليمية إلى إثبات أن الحيوانات والزواحف أكثر إخلاصا وصدقا من الإنسان، سواء من حيث طرح الصراع والاختبار بين البطل الإنسي ونقيضته الجنية، أو بين الإنسان والحيوان والزواحف والأشجار التي يقف بعضها في صف البطل، أو العكس أي أن تضاعف عراقيله، وهي الأنماط التي وردت بكثرة في المصادر الهندية الأسبق من البوذية.
فكثيرا ما يصادف الإله بوذا نفسه مجموعة حيوانات وزواحف - فأر وحية وببغان - محبوسين أو معلقين في أفرع شجرة، فيقوم بوذا بإنقاذهم، وهنا كافأته هذه الحيوانات بأن خلعت عليه ثروتها وكنوزها وقدراتها الخارقة، لكنه حين يقدم على إنقاذ ابن أحد الملوك - إنسان - حتى يحقد عليه لإنقاذه لهذه الحيوانات والحشرات من قبله، وهنا ما إن يسترد ابن الملك الإنس المنقذ عرشه حتى يأمر بضرب الإله الناسك بالسياط، لحين تبدي أو تحول بوذا الناسك من جديد إلى هيئته كإله ينزل بدوره العقاب بابن الملك الإنسان الخائن، في حين يكافئ هذه الحيوانات المخلصة التي حفظت له صنيعه وردت إليه جميله ومعروفه.
ولعل ما أود إيصاله فيما يتصل بالتحولات التي تعتري الأبطال داخل الحكاية الخرافية هو أنه ملمح عالمي أقرب إلى المنابع والأصول الآرية.
فبرغم أن مثل هذه التقمصات والتحولات مغرقة في القدم منذ قصة باتا الأخوين، التي دونت فقط في الدولة الوسطى، ومن المرجح أنها ترجع إلى نهاية الدولة القديمة في مصر الفرعونية.
كما وردت هذه التحولات في معظم النصوص العشتروتية السامية، خاصة معظم تنويعات نصوص ملحمة جلجاميش، الذي رفض الاستجابة لمطاردة العشتروت له لكي يبادلها الحب؛ لأنها سبق أن نكلت بعشاقها الستة، فما يزال زوجها الأول الشاب الجميل «تموز» يبكي سوء طالعه، أما عشيقها الثاني الراعي، فقد أصبح طائرا مكسور الجناحين يبكي
4
عبر الغابات «كابي» أي وا جناحاه، وتحول العشيق الثالث بعد مسخه إلى أسد مطارد، أما الرابع فمسخ في صورة حصان يضربه الناس بالسياط فيركض سبع ساعات مضاعفة، ومن خصائص هذا العشيق الحصان أن لحافزه في الوجدان الشعبي - حدوة الحصان - قدرة اتقاء الحسد وإثارة المياه، أما العشيق الخامس فتحول إلى ذئب مطارد من الرعاة والكلاب، وكذلك تحول عشيقها السادس من بستاني جميل إلى طائر جارح.
Неизвестная страница