في الناحية المقابلة يلعب عبده ابن الجيران.
وهو ذو نظرة حالمة وصوت عذب وملامح آسرة، ويعجبني صوته وهو يغني:
عجايب والله عجايب
ما يصحش يا منصفين
تهجرني وتعشق غيري
وعواذلي مهنيين
وفجأة يصمت عبده، وتعرب ملامحه عن حزن بلا سبب ظاهر، ويخيل إلي أنه يرمقني باهتمام. - ما لك يا عبده؟
ولكنه لا يرد، أو بالأحرى لم يسمع، وكأنما يشرع في الضحك، ولكنه لا يضحك، وتند عنه صرخة ثم يسقط على وجهه، يتصلب عوده وترتعد أطرافه ويطفح الزبد من شدقيه.
ويحمله أهل الخير إلى داخل بيته.
وأقص على أمي ما رأيت فهتفت بحرارة: الله معه ومع أمه المسكينة.
Неизвестная страница